بقلم /دكتور فيصل الخميس – فرسان الرياضة
تعد استضافة المملكة العربية السعودية لبطولة كأس العالم 2034 خطوة تاريخية تبرز مكانتها كقوة عالمية في الرياضة والتنمية. هذا الحدث يعكس رؤية المملكة الطموحة نحو تحقيق أهدافها ضمن رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للرياضة والثقافة والاقتصاد. علاوة على ذلك، فإن تنظيم مثل هذا الحدث الرياضي الضخم يحمل في طياته انعكاسات إيجابية متعددة على الجوانب التعليمية، الاجتماعية، والصحية.
وقدمت المملكة جهودًا مكثفة للحصول على حق استضافة البطولة، مستندة إلى سجل حافل في تنظيم فعاليات رياضية عالمية، مثل الفورمولا 1، والجولف، والمصارعة العالمية. استثمرت الحكومة في تطوير البنية التحتية الرياضية، بما في ذلك بناء وتجديد الملاعب وفق المعايير الدولية، وتعزيز قطاع السياحة والخدمات.
كما ركزت على تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لدعم استضافة الحدث بكفاءة، بالإضافة إلى تقديم خطط تركز على الاستدامة البيئية، وقد تعهدت الدولة بتقديم بطولة تعكس التزامها بالتطوير الشامل والابتكار، مع الحرص على ترك إرث دائم يعود بالنفع على المواطنين.
ولاشك أن استضافة كأس العالم 2034 فرصة استثنائية لتعزيز النظام التعليمي من خلال عدة جوانب، بالنهوض بالتعليم الرياضي، ويمكن أن تسهم الاستضافة في تعزيز الرياضة كجزء أساسي من المناهج الدراسية، وتشجيع الطلاب على المشاركة في أنشطة رياضية تسهم في تحسين صحتهم وتنمية مهاراتهم.
فضلاً عن التعليم الثقافي حيث ستتيح الاستضافة للمؤسسات التعليمية فرصة لدمج مفاهيم التسامح والتعايش من خلال برامج تعزز الحوار الثقافي بين الشعوب. وسيشهد الطلاب تجربة حية للتنوع الثقافي من خلال التواصل مع جماهير الدول المشاركة.
والاستفادة من التكنولوجيا وسيُستثمر في التعليم الرقمي لتدريب الطلاب والشباب على المهارات التقنية اللازمة لدعم هذا الحدث، مثل إدارة الفعاليات، البرمجة، واللغات، ومن الناحية الاجتماعية، تمثل استضافة كأس العالم فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والانفتاح العالمي، عبر:
تعزيز الهوية الوطنية وتشجع الاستضافة على الشعور بالفخر والانتماء، حيث يساهم المواطنون والمقيمون في إنجاح الحدث.
وتمكين الشباب والمرأة، ووفرت المملكة برامج لتأهيل الشباب والمرأة للمشاركة في تنظيم الفعاليات العالمية، مما يعزز مكانتهم في المجتمع.
والتفاعل الثقافي والأكيد أنها ستحظى المجتمعات المحلية بفرصة للتفاعل مع ثقافات متنوعة، ما يعزز من قيم التسامح والاندماج، ويشكل الاهتمام بالرياضة أحد الجوانب المحورية لتعزيز الصحة العامة، واستضافة كأس العالم تدعم هذا التوجه من خلال
تعزيز الوعي الصحي الذي سيؤدي للتركيز على الرياضة وبالتالي نشر ثقافة النشاط البدني، ما يسهم في الحد من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري، وتطوير البنية التحتية الصحية واستضافة الحدث تتطلب توفير خدمات طبية متطورة للمشاركين والجماهير، مما يؤدي إلى تحسين المرافق الطبية في المدن المضيفة وإلهام نمط حياة صحي وتحفيز الشباب على ممارسة الرياضة يجعل النشاط البدني جزءًا من الحياة اليومية للمجتمع،
وتأتي استضافة كأس العالم 2034 كمحفز لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تتعهد المملكة بتنظيم حدث مستدام بيئيًا من خلال:
استخدام الطاقة المتجددة في تشغيل الملاعب.
وتقليل النفايات وإعادة تدويرها.
فضلاً عن تشجيع النقل العام لتقليل الانبعاثات الكربونية.
كما تضمن استضافة البطولة ترك إرث طويل الأمد يتمثل في بنية تحتية متطورة، اقتصاد مزدهر، ومجتمع أكثر انفتاحًا على العالم.
وتعد استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 نقطة تحول في مسيرتها التنموية. فهي ليست مجرد حدث رياضي، بل هي استثمار استراتيجي يعزز الجوانب التعليمية، الاجتماعية، والصحية، ويضع المملكة في مقدمة الدول المؤثرة عالميًا. بفضل الجهود الحكومية وتكاتف المجتمع، من المتوقع أن تحقق الاستضافة نجاحًا باهرًا يرسخ صورة المملكة كوجهة عالمية للتقدم والابتكار.
نبذة عن الكاتب:
-دكتور فيصل الخميس
-عضو مجلس إدارة جمعية كبدك
-العضو المنتدب لشركة القصيم القابضة للاستثمار
-عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والإدارة جامعة القصيم