يقولون اذا أردت أن تصبح كاتبا فإقرأ والقراءة هي الباب الأوسع لتلقي العلوم والمعارف فمن خلالها تستطيع أن تتجول في عقول وأفكار أصحاب الأقلام من المبدعين والمفكرين والمنظرين والعلماء والمؤلفين والقصاصين والحكواتية
وجاء آخر وقال اذا أردت أن تصبح كاتبا فأكتب وهي حقيقة أخرى ومهارة أخرى أن تمارس الكتابة فلا يكفي أن تقرأ وترفع معدلات الثقافة لديك دون أن تمسك القلم وتستنطقه وتستخرج أجمل من مافي فكرك من معارف وعلوم وثقافات فممارسة الكتابة فن آخر يضاف إلى فن القراءة فلو أجاد الكاتب فنون ( القراءة والكتابة ) لأصبح ذلك القلم شامخا مؤثرا ثريا غنيا بالمعارف والثقافات خصوصا إذا كان هاجسه رفع معدلات الثقافة العامة لكل القراء والمتلقين
هي مجرد مقدمة لاختبار جديد وتحدي مرعب اخوضه في مرحلة عمرية جديدة على قراء جدد يتميزون بالثقافة والخبرة والمعرفة لذا فالكتابة هنا في ( فرسان الرياضة ) الصحيفة التي استقبلتني بالحفاوة والضيافة والجود والكرم ومائدة من ترحاب ومدح وثناء اتقزم كثيرا تجاه تلك الكلمات المنطلقة من الاعلامي الرائع والمميز الأستاذ محمد الشيخ رئيس تحرير الصحيفة الذي دعاني لأقف في طابور طويل من القامات المعرفية السامقة والأقلام الخبيرة وكم استصغرت نفسي وقلمي وفكري ولكن علي أن أركب أمواج التحدي وأخوض التجربة فقد أجد لي موطىء قدم في تشكيلة الكتاب المبدعين في منتخب الفرسان ولأتوج مسيرتي بلقب فارس من فرسان الرياضة
نعم هو هم كبير يستوقفني كثيرا للإجابة على السؤال الملح الذي يطرق آذاني ومسمعي كيف بقلم صغير متواضع أن يقف في صف الكبار والعمالقة ليوجد له مكانا ومقاما ويبحث عن عيونا ومتلقين لما سيكتب وهو ما يجعلني مترددا فيما سأطرح وأكتب خصوصا والكتابة في الرياضة كالدخول في حقل الألغام لأنك أمام مشجع متعصب يمتلئ بالحب والعشق حد الأنفجار وآخر متفهم يعيش بين النقد والإنتقاد وآخر غير مكترث بما قيل او يقال لذلك فمن الصعوبة أن يتفق الثلاثة على منطق واحد وفكر واحد فمنهم من يهاجم ومنهم من يدافع ومنهم من يناور ويتكتك وينظّر
والأدهى أن القارئ الآن في زمن العصرنة والحداثة والثورة التقنية أصبح أكثر ثقافة ووعيا من بعض اصحاب الأقلام وجهابذة الكتابة لهذا أقول ما قاله الفلاسفة والمناطقة ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )
فلك عزيزي القارئ أن تتحمل مني هذا المثال كوننا في زمن المقارنات بين الأعجوبتين ( ميسي ورونالدو ) الذين يدور حولهما الخلاف الدائم لو قلت بأن ميسي هو أفضل من ركل الكرة وداعبها على الكرة الأرضية منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام وأروع من قدم تجليات المهارة والابداع وخير من ربط المهارة بتسجيل الأهداف المستحيلة بفواصل إبداعية لوقف لي عشاق رونالدو بالسهام والنبال والحراب وأخرجوني من قائمة الفكر والعقل والمنطق
ولو كتبت بأن النساء قد عقمن أن يلدن مثل كريستيانو رونالدو النجم الذي حطم بكاريزمته وعظمة شخصيته وروائع أهدافه كل الأرقام القياسية وأصبح يسير ولا يلتفت وراءه من روعة ما قدم لهاجمني عشاق ميسي ووصفوني بالبله والجنون وسفاهة الرأي وقلة الخبرة وعدم المعرفة
والسؤال هنا لماذا يهاجمني هذا ويقذفني ذاك ؟ لأني لامست وجرحت بقلمي وبفكري قناعاته وزعزعت ثوابته وحركت نجمه الأول وأبعدته عن المقام الذي وضعه خياله فيه وبكل تأكيد سيصوب نحوي مدافع حقده ومعاول غضبه
وبكل تأكيد القائمة تطول فيما لو تحدثت عن الريال او برشلونة او الهلال او النصر او غيرها من المقارنات المثيرة
لكن عزيزي القارئ لا تضع قناعاتك موضع الثوابت ولا تحمل سيوف نقدك على من يغاير فكرك ونجمك وناديك بل اعتبرها مجرد مناكشات ومناوشات رياضية لا تفضي الى الزعل والغضب والثورة واحترم رأيي ودافع عن رأيك وريح اعصابك وابعد عن المجاذبات الكلامية وعش أيامك وقل كما قالت أم كلثوم ( قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلى ) أي عيش اللحظة بعيدا عن التعصب الأعمى
✏️جعفر الفردان – فرسان الرياضة
jalfardan1010@hotmail.com