بقلم/ ابراهيم الزين – فرسان الرياضة
لا يمكن أن توجز الكلام في علي آل محسن ، تماما مثل استحالة مجاراته في الإسهاب التي يبسطه للمشاهد والمستمع ويقدم فيه وجبة دسمة غنية بالمعلومات والتي تمتد طوال شوطي المباراة التي يعلق عليها دون تكرار .
هذا الفتى الجميل سحب البساط من تحت الجميع لينفرد بغزل جمال التعليق وفصاحة البيان الآخاذ.
هو يسحب حتى المشاهدين من متابعة المباراة إلى متابعته هو فقط ، بل هو الذي يصنع متعة المشاهدة ويضخ الحماس في النفوس ويجعل المرء يتنغم بحلاوة عباراته ولغته العربية الفائقة ، وبلهجته الخاصة حتى لا تكاد تعرف من أين هو .
ربما هو من كوكب آخر ، نزل ليمتعنا .. ويجعل من التعليق مهنة بالاختصاص ، ويحرج باقي المعلقين الذين لا يعرف بعضهم للحياد طريقا ، وليتهم يتعلموا من آل محسن الطريقة والخلطة السرية لعلهم يتقدموا ولو خطوة واحدة ويبتعدوا عن التعصب ومجاملة هذا النادي وتهميش ذاك .
هذا الفتى الذهبي اختصر الطريق وانفرد بالتفوق وأصبح رقما صعباً رغم صغر سنه .
هذا الفتى الباسم هو حكاية فريدة تتنوع فصلوها بالدهشة والإبهار ، واجزم إن كان رآه أحدٌ وهو لا يبتسم ، فهو ولد باسماً وكبر مبتسماً حتى أضحت الحروف تتراقص وهي تخرج من فمه لنتلقفها نحن كالأزهار نشم منها عبير الكلمات التي ينطقها وكأنه الكروان الذي يشدوا ويشنف الآذان بسحر نغماته ..