بقلم : ابراهيم الزين – فرسان الرياضة
يحظى العديد من الشخصيات المجتمعية بمكانة مرموقة بين أفراد مجتمعاتهم عطفاً على عطاءاتهم وخدماتهم ، وتسخير ما يستطيعون تقديمه لهذه المجتمعات التي تمثل وطننا الكبير الذي يظلنا جميعاً.
هؤلاء أضحوا في معظمهم رموزاً لا تتكرر، منهم من توفاه الله تعالى ومنهم من ترجل ومنهم من لا يزال يعطي ويهب إمكاناته وقدراته ومقدراته لغيره جوداً وسخاءً وإيثاراً على أنفسهم وإن كان بهم خصاصة .
ومع اختلاف المجالات والأنشطة والخدمات يبرز المجال الرياضي كأحد الميادين النشطة في حاضرنا المعاصر ويبرز فيه ابن الوطن وقائد منتخبنا الوطني لكرة اليد وعمدته الكابتن حسن الجنبي أو كما يطلق عليه المعلق الجميل حسين الأحمد بـ ” الكابيتانو”.
ولا أظن ، بل لم أسمع أو أقرأ يوماً وعلى امتداد علاقتي بالرياضة وغير الرياضة أن هناك شخصٌ مهما كان انتمائه ، أو سعة أو ضيق معرفته بهذا الإنسان أن وجه له إساءة أو همزاً أو لمزا ، بل أني أجزم بأننا نطبق جميعاً على محبته وعدم رؤية أو سماع ما يخدش مكانته وسمعته وإنسانيته والتي تسبقه نقاءً وحسناً وخيراً ظاهراً .
أقول ذلك وأنا أعرَف بهذا المنغمس في التواضع منذ كان شبلاً ويافعاً وإلى الآن وهو يمثل الرجولة بتمامها ، ويعرف معنى المسؤولية وهو يقود منتخب بلاده من سنين عديدة ضاع حسابها لانعدام منافسيه على هذه المكانة والذي يتتوج بها باسم بلاده المملكة العربية السعوديه.
يستطيع أيٌ منا أن يعود لسجل هذا الكابتن الفريد ويشاهد ويقرأ عنه ويخبرنا هل خرجت منه كلمة سؤ في حق أحد ، أو قام بتصرف تجاه أي لاعب سواء مواطناً أو عربياً أو أجنبياً ، أم هو العكس تماًما.
كم هو عدد المرات التي رأيناه فيها لا يفرق بين زملائه في فريقه والفريق المنافس حتى أثناء المباريات ؟
كم رأيناه يتوجه للاعبي الفرق المنافسة وجماهيرها قبل أي شيء آخر مهنئاً أو محتضناً لهم إن كانوا خاسرين وداعياً لهم بالتوفيق في المناسبات التي تليها .
لا أريد هنا أن أعدد الأمثلة في حقه ولن تخونني الذاكرة مكاناً وزماناً لأسرد فيه الكثير ، والتي جعلت الجنبي حسن سفير سلام ومحبة.
وحين أعطف عليه إنساناً وقائدا رياضياً ميدانياً ، بل وإدارياً سوف نستشرف تألقه مستقبلاً إن شاء الله ، فإنه من الصعب أن نحصر ذلك من خلال هذه السطور . ولكن لا أقل من القليل والذي ذكرنا بعضه ، ونزيد بالقول أنه من بعض الرموز القليلين الذين لا يرادفهم مثيل ، وحسن في وضعه الرياضي واحد من هؤلاء الذين سيتركون فراغاً لا يمكن تعويضه ، أقول ذلك وهو لازال قادراً على العطاء ، ولديه المدهش مما سوف يقدمه إن شاء الله.
حسن الجنبي ليس لاعباً فقط بل هو يمثل الإنسان بتجلياته الأصيله ديناً وعرفاً ومواطنه وأخلاقاً وثقافة واطلاع .. نعم ثقافة وطلاقة لسان قل أن تجدها في لاعب مع كامل الإحترام ، ومن سمعه يتحدث سواء من خلال المنصات أو المناسبات أو الجلسات فإنه يحرجنا نحن من ندعي الثقافة والمعرفة فنقف مدهوشين أمامه وهو يتكلم بانسيابية أخآذه وطلاقة ساحرة.
وكما تقدم وقلت أني أعرف به فإني أكرر ذلك مرة أخرى فهو لا يبقي لنا من الحديث والأفكار ما نقول بعده في أي مناسبة .
إن هذا القليل الذي أذكره في حقه أقول وأنا أأسف حقيقة وأرثي لحال من يجهل من هو حسن الجنبي ويتجنى على هذا الرجل الجميل في كل شيء ، و الذي لا يفرق بين أحد من اللاعبين في مختلف الفرق ، ولا بين بلدة أو مدينة في حاضرته القطيف ولا حواضر الوطن الأخرى.
وأعجب كثيراً حين تمضي بعض الأمور السلبية ولا يتخذ بشأنها أي إجراء وكأن شيئاً لم يكن ،وإني هنا أتمنى على الإتحاد السعودي لكرة اليد ممثلاً في رئيسه المحترم الأستاذ فاضل النمر أن يفعل دوره ، ويحمي لاعبي المنتخب الوطني فضلاً عن لاعبي الفرق بالطريقة التي تخوله لاتخاذها النظم والقوانين ، وأن يتابع بدقة ما يجري على الجانب الرياضي الذي يهمه حتى لا يفلت الزمام وندخل في متاهة يصعب الخروج منها .
لقد مررنا بموسم نحمد الله أنه انتهى بخيره وشره ، وندعوه أن يجنبنا ما نخشاه في هذا الموسم ،ولن يكون ذلك دون تفعليل الأنظمة بجوانبها المختلفة ،
لا يمكن السكوت والتهاون في بعض ما يجري وإن كانت حالات فردية ، فعود الثقاب يشعل الحرائق العظيمة ، وتهوينها من جانب وتهويلها من جانب آخر هو الذي سوف يقلب المشهد إن حدث ذلك ، ولهذا لابد أن تكون هناك مواقف حازمة احترازاً واتقاء .
الكاتب – ابراهيم الزين