بقلم: ابراهيم الزين – فرسان الرياضة
لا يمكن لأي عمل أن ينجح بدون روح الفريق الواحد ، أياً كان هذا الفريق .. ولن تكون هذه الروح حية دون عناصر ومعايير تضخ فيها الحياة ، ومن أهم ذلك المحبة والتجانس والتوافق والإنصهار ونبذ الخلاف والتباغض ، حيث تتشكل عندها عناصر الخلية العاملة وتحقق أهم مخرجاتها وهو الرضا والذي لن يكون دون رؤية نتائج ملموسة يتطلع لها الفريق ومن حوله على ظهر الواقع.
الأندية الرياضية من الأمثلة الحية على ما قدمناه ، وهي قائمة في الأساس على ذلك تماماً كما الأسرة الواحدة ، سواء على مستوى الإدارة أو الفرق الرياضية أو غيرها من الأنشطة.
العمل كمجموعة متجانسة هو الأساس مهما كانت القدرات الفردية ، فاليد الواحدة لا تصفق ، وشخص واحد لا يمكن له أن يقوم بعمل المجموعة ، والمجموعة ذاتها لا يمكن أن تنتج دون تجانس .
نعم لابد من وجود قائد لهذه المجموعة وهو من الضرورة بمكان شرط أن يؤدي أدواره المناطة به ، بل الواجبة عليه مثل رب الأسرة كما قلنا ، ولكن ذلك يختلف في المنظومات التي تتطلب الكفاءة العالية للقيادة .، كما تتطلب أفراد على مستوى من المسؤولية والحس الجماعي ، خلافاً للفردية والمحدودة في الأنا الذاتية فقط ، فهنا لن تتحقق الغاية . لأن تغييب الذات ضروري ، والإيثار هو الأهم متى ما أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها وليس باسم فرد بعينه.
لا يوجد منجز أو نجاح يسجل باسم شخص بعينه ، حتى لو كان قائد المجموعة ومن يدعي ذلك فهو يجانب الصواب فخلفه آخرون كانوا سبباً بشكل أو بآخر لتحقيق الأهداف، وما هو غير جزء من كل ، وفرد من مجموعة لا أكثر ولا أقل .
الروح الجماعية مطلب على المستوى الإداري الأعلى
وهي كذلك على المستويات الأدنى سواء الإدارات التنفيدية المسؤولة عن الفرق أو عن الأنشطة المرادفة
وهي مطلب أيضاً على مستوى أفراد الفريق الواحد لاعبين ومسؤولين فنيين وإداريين مباشرين.
ونمثل لذلك بأغصان وفروع الشجرة الواحدة والتي جذعها الإدارة العليا ، والتي نرتجي منها أن تنتج الثمار .
فالأهم هنا هو أن نتعاهد على هذه الشجرة بريها وتغذيتها ومراعاتها والاهتمام بأرضها لتبقى خصبة ولن يكون ذلك إلا من خلال المحيطين بها والذين هم من سيجنون الثمار منها ، فلا يتركوها دون عناية ، ولا يطلبوا منها أن تساقط الثمر دون رعاية دائمة ، ولربما تجف لفترة وتشح ثمارها ، وهنا يجب أن تتظافر الجهود لكي تخضر من جديد ، لا أن نقدفها بالحجارة ، أو نأسف عليها لأنها تكاد أن تموت ، دون أن ندري ونلاحظ أننا السبب في ذلك .
الأندية هي الأشجار التي تحتاج للتعاهد بالرعاية والدعم لأن نتاجها هو مطلب الجميع وهو تحقيق التطلعات والأهداف والتي يفخر بها الجميع ، وليس فقط المنتسبين لها ، وهي تحتاج لزرع الثقة في من يقوم عليها لا زعزعتهم لأتفه الأسباب ، تماما مثل فرقها الرياضية ولاعبيها والتي تحتاج هي أيضا للوقفات الصادقة في الخسارة قبل الفوز وفي التراجع قبل التقدم ، فلا يمكن أن يطلب منها تحقيق الأهداف دون دافع ، هذا الدافع الذي مثلنا له ببعض العناصر وتركنا العنصر الأهم في نهاية هذا المقال وهو دافع الجماعة الأكبر والذي يمثل جذور الشجرة . هو دافع الجمهور الداعم بالكلمة والمقدرات المادية والمعنوية .. دافع التشجيع والمؤازرة أياً كانت النتائج، لكي تستمر هذه الروح حية ووثابة وفتية لا تتراجع أو تمرض أو تموت .