بقلم/ خالد السقا- فرسان الرياضة
يرحل الأخيار عن هذه الدنيا الفانية فيتركون فراغا عريضا في النفوس، غير أن أثرهم الباقي يظل يخبر عن سيرتهم ومسيرتهم العطرة بجميل الأفعال ونبيل الصفات التي نلتمسها لنقتدي بها، وذلك بعض ما خطر لي وأنا أقف عند رحيل الشيخ سعيد بن رداد الزهراني “رحمه الله” الذي يفتقده أهل المنطقة الشرقية، ويدعون له بالرحمة والمغفرة وحسن الثواب حيث كان علما من أعلام العطاء والخير والإنسانية.
رحل الشيخ سعيد بن رداد وكانت له إسهامات جليلة في العمل الاقتصادي والمجتمعي والخيري، ولعل جامعه الذي يُعد تحفة معمارية فريدة يبقى أحد ذلك العمل الصالح الذي خلفه حيث يُذكر فيه الله ويُتلى كتابه الكريم ويُحفظ وغير ذلك من الخدمات التي تجعل من لمسجد مؤسسة شاملة لخدمة الدين.
يتعدد الأثر الخيري للشيخ الراحل فمؤسسات الاقتصادية خدمت التنمية ولا تزال، ووظفت كثير من أبناء وبنات الوطن وأسهمت في منحهم حياة كريمة من خلال العمل فيها وتطوير قدراتهم والمشاركة الفعالة في تطويرها بجهد تعاوني متكامل في قطاعات الطاقة، والتصنيع، والهندسة، وإدارة المرافق، والموارد البشرية، والقطاع الطبي وصناعة الأدوية، والسفر والضيافة، والقطاع العقاري، والاتصالات وتقنية المعلومات التي تعمل فيها مجموعة سعيد رداد الاستثمارية القابضة.
لقد كان الراحل مثالا للتفاني والخدمة الوطنية والمجتمعية المتميزة حيث قدم الكثير من الأعمال وأنشأ عديدا من المؤسسات التي حققت القيمة وأضافت للوطن والمجتمع الكثير، ولا تزل تواصل مسيرة العطاء على خطاه الفكرية والإدارية والخيرية، وحين نذكر المؤسسات الاقتصادية فلا بد أن نتطرق إلى الدور الإنساني الفعال من خلال مؤسسة سعيد رداد الخيرية التي أسسها وكان يرأس مجلس إدارتها وتتدفق بأعمالها الكريمة على المجتمع.
لن ننسى الراحل الشيخ سعيد بن رداد فهو باق في قلوبنا ونمضي على طريقه في العمل والخير والبناء والعطاء لوطننا ومجتمعنا فهو قدوتنا وملهمنا، وحسبنا ما تركه من قيمة ومنجزات تظل محفزا لكل شخص يعرف دوره الكبير في حياتنا، وها هي رسالته الخالدة علي الموقع الرسمي لمجموعته الاستثمارية، تكشف عن جهوده الكبيرة للإسهام القوي في النمو والتنمية حين يقول رحمه الله “إن المجموعة كشريك استثماري تجمع بين الخبرات العالمية والوطنية، وذلك للمساهمة دوماً في إيجاد الحلول المناسبة وتقديم أفضل الخدمات في جميع المجالات”.
ظل الشيخ الراحل دقيقا في تطوير أعماله بالارتكاز على العمل الإداري المبني على العلم والمهنية، لتنمية موارد المجموعة من أجل المشاركة في بناء القدرات المحلية وتطويرها، والإسهام في مسيرة النمو والتقدم والازدهار من خلال استخدام التقنيات والأساليب العلمية الحديثة، ودفع عملية الابتكار والتطور، والتميز في عدد من القطاعات التي تحمل أهمية وأولوية في المملكة، والله نسأله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.