بقلم /ابراهيم الزاكي – فرسان الرياضة
كان الترحال عبر دُروب الصحراء، وبين شعاب البوادي، في العصور القديمة، شاقاً ومضنياً، فلم تكن رمال الصحراء مُعبَّدة أمام المرتحلين، بل كانوا يشُقّون مسالكها من دون بوصلة، مشياً على الأقدام أو على ظهور الإبل، قاطعين المسافات الطويلة للوصول إلى مقاصدهم.
غير أن رياح التّغيير التي هبّت تركت آثارها على نمط الحياة بكل أشكالها، وغيَّرت مسارات الطرق والدروب القديمة، وشُقّتَ على أثر هذا التغيير شبكة من الطّرق المُسفَلتة عبر سهول الصحراء وكثبانها، وحلَّت السيارة محلّ الإبل، بل تحوَّلت الصحراء إلى وجهه سياحية، وفتحت كثبانها الرملية أحضانها لكل من أراد الاستمتاع بوقت صفاء وهدوء بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها.
وهذه الصورة التقطتها عند “جبل الأربع” بالأحساء، وهو أحد الشواهد على آثارها التاريخية، والذي يتكون من ثلاثة جبال متقاربة، والرابع منفصل، كما يُرى في عمق الصورة، وهو تشكيل صخري بديع، ساهمت عوامل التعرية عبر الزمن في نحته وإعادة تشكيله، كما أنه يميل إلى الاحمرار، وزادته أشعة الشمس احمراراً، ويُحيط به كثيب رملي، ويُعتبر معلماً سياحياً، ومقصداً للكثير من الأسر والشباب، لكونه مكان للمُتعة والرَّاحة.
والمكان يجتذب هواة “التطعيس”، ورُكوب الخيل. وأثر هي الأنشطة يظهر واضحاً على الرمال. بيد أن ممارسة هذه الأنشطة من دون توازن يمكن أن يُخلّف آثاراً سلبية على البيئة الطبيعية للمكان، ويُؤدّي إلى تآكل الكثيب الرملي المحيط بالجبل مع مرور الوقت، ويجعل من الصَّعب على الزائر الاستمتاع بالمكان، والتَّحرك عبر رماله.