بقلم /صالح المرهون- فرسان الرياضة
لابد من تطهير القلوب،كما أن النجسات والشوائب المادية تطهر بالماء وما إلى ذلك،كذلك القلوب تطهر من الأحقاد ومن السلوك الغير أخلاقية، وعمدة العلاج و التطهير هو العزم والإرادة وهذا السلاح هو السلاح الأول لكل الصفاات القبيحة،أن الحاقد يتصرف في بعض الأحيان بتصرفات لا يرضاها الدين ولا المجتمع،وهذه مردوداتها معروفة إن عاجلاً أو آجلاً بالإضافة إلى ذلك فإن هذا التربص بالغير والحقد له أذى على ذات الإنسان،وهو مشغل لاينفع، يشغل به الإنسان نفسه ووقته،فإن هذا العمل لا طائل منه إذا كان مباحاً، فكيف إذا كان غير مباحاً،والحقد كما هو مؤذٍ للحاقد كذلك للمحقود عليه وللمجتمع،ولا فرق بين البعيد والقريب، إلا أن القريب يتأثر أكثر،بل يشمل التأثير حتى من الأم الحاقدة إلى حملها ومن المرضع إلى رضيعها،فالأم إذا كانت حاقدة فإن رضيعها يتأثر من ذلك، بل لو كان في وعيه لتمنى أن يتناول حليباً صناعياً ولا يقرب من أمه، والعكس بالنسبة للأم الطاهرة من الحقد فإن طهارتها تنتقل إلى رضيعها، والحقيقة أن الأمر لا يقتصر على الحقد كشعور سلبي بل يشمل كل القبائح والصفات الاخلاقية بما فيها العصبية والنظرة السلبية أو السيئة للناس وغبرها،
ولهذا من ابتلى من الأطفال بأم من هذا الصنف فهو بحق مسكين،إذ ينشأ الطفل وقاعدته النفسية لا الروحية قاعدة ملوثة،وإذا كانت التربية على يد هذه الأم فإن التلوث بهذه الصفات آت لا محالة،ولا يفلت من هذه التأثيرات حتى من يشرب حليباً مصنعاً،فبعض الأطفال يتمنى أن تعطيه أمه الحليب ثم تنصرف عنه،وبعضهم بالعكس تبعاً لما تحمله الأم من صفات،وهذه الأفكار أو المعلومات تستطيعون استنتاجها إذا انتبهتم وتمعنتم في الروايات الذي جاء بها الإسلام والروايات عن الرسول الكرم محمد صلى الله عليه وسلم .
المؤمن قليل حقده،لأنه لا ينظر إلى الأمور بمنظار شخصي حتى يحقد،وإنما ينظر إلى الأمور بمنظار عام شامل،وهذه الكلمة أيضاً مروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهي كلمة مهمة، ولهذا اقتضى الأمر التركيز عليها،فالمؤمن قليل حقده، لأنه لاينظر إلى الأمور بمنظار شخصي حتى يحقد،وإنما ينظر إلى الأمور بمنظار عام شامل،يكره العمل ولا يكره صاحبه،ولكن المؤمن عليه أن يرتقي إلى مرحلة الرقي لدية مافيها ما يقلل من الشأن والرقي إلى الكمال، والحالة المثالية الصحيحة تتطلب تطهير النفس من هذه المشاعر والعواطف،والحكم على الأمور،لا وليس الحكم فقط وإنما الشعور والإحساس تجاه الأمور يجب أن يكون في الطريق الصحيح،إذن فالكره يجب أن يكون للعمل ذاته،لا يكون لصاحب العمل،ومحاربة الإنسان في مورد الخطأ بالقدر وبالكيفية التي يحددها الدين،وهذه مسألة جهادية مع النفس الأمارة بالسوء،وإظهار العيوب والشماته بما يصيب الإنسان من البلاء به إلى آخر ماذكر،وهذا أمر ملاحظ في واقعنا فكثير من المساوئ الاجتماعية والمعاصي الدينية ترتكب بسبب الحقد والكرهية في القلوب،اللهم لاتجعل في قلوبنا زيغ واجعلنا من المؤمنين المحبين إلى الخير ويحملون الصفات الإيمانية الأخلاقية.