سعود آل سعيد – فرسان الرياضة
“يسعى قلمي جاهداً ومحاولاً وصفهم، فيجتاز خطوة ويتقهقر خطوات،.”
فـ”شيمتهم” نبراس على ناصية الخير، صقلتها حياتهم الريفية من خلال نمطاً معيشياً مؤتلفاً صاغته طبيعة اللحمة وسيادة الألفة، مما يجعل الفرد منهم يستشعر بواجبه الأخلاقي الذي حثه عليه دينه الحنيف تجاه غيره..
هؤلاء، تأصلت أخلاقهم بالنخوة وطُبعت في سجاياهم الشيمة وجُبِلت نفوسهم على المُروءة-كطِباع ورثت وتطبع بها جيل بعد جيل-دون أن تتأثر بتبعات الحياة المدنية، فغدت نفوسهم أبية تُسارع إلى مؤاساة الآخرين والإهتمام بأحوالهم والسؤال الدائم عنهم دون ارتجاء جَزاءً ولا شكورا، إنما هي شهامة أتصف بها هؤلاء الرجال..
– في أي مناسبة (فرح، عيادة، ترح)،تراهم كأفواج النوارس يضيئ المحفل بألونها البيضاء النابع من قلوبهم الصافية ، يقدمون واجب التهنئة أو العزاء، فيئنسون ويسلون أصحاب المناسبة وذويهم، وهم ينالوا أجر ما أوجبوه،، كذلك نميل عن ذلك “التوجيب” نحو ما يصاحب تلك المناسبات من تلاقٍ بين الأخوة من أفراد المجتمع الذين تواجدوا بتلك المناسبة، فلا يكتفى بالتحية والسلام العابر، بل لقاء- قد يطول ولا يقتصر على شخصين بل قد يتعدى إلى مجموعة من الأصدقاء والأحبة- مكتنفاً المؤانسة وأحاديث تدور حول الأحوال والظروف والأسرة والعمل وغيرها من الأمور التي تعزز تلك الروح المجتمعية الجميلة، كما لا يخلوا الحديث من استرجاع الذكريات الجميلة بحلوها ومرها..
ولا عجب، فقد يستغرق الوقت الطبيعي في هذه المناسبة -مثلاً- ساعة، لكن تلك السوالف مع الأحبة قد تضاعف ذلك الوقت،،
كما لا تقتصر تلك السوالف في المناسبتين المذكورتين أعلاه، بل ربما قد يدور بينهم ما يدور في مصادفات أخرى، فقد تكون بقالة، حلاق، مطعم، مخبز،،.
في هذا المقام، ينقل لي صديق-وهو راجع البيت أتصل بزوجته إذا تحتاج غرض ما، فقالت له “مر البقالة إلى على طريقك وجيب چيس خبز”، فعرج على البقالة وصادف أحد الأصدقاء، المهم فبدل ما يستغرق عشر دقائق ليحضر الخبر، وصل البيت بعد ساعة ونص!..
ختاماً،،
هؤلاء الرجال،،منبع القيم الأخلاقية الفاضلة التي أصبحت أمراً مألوفاً بينهم..
هؤلاء لا يليق بهم إلا الشهامة والمروءة، شاعت المحبة في أرواحهم، علت الهمة في ضمائرهم، لذلك تجد في قلوبهم الصدق وسلامته وفي ألسنتهم اللطف وأناقته وفي صدروهم الراحة وسعته، فتلك هي مقاييس الرجولة وكمالها،..
والله لا يغير على هؤلاء الرجال,,!!.