في قلب الصحراء، حيث تحتضن الرمال أسرار البهجة، والنسيم يهمس بحكايات الرفقة، نظّم أعضاء ديوانية الرواد – نادي السلام بالعوامية رحلة برية دافئة إلى مخيم “أبو ياسر” وشقيقه عبد العزيز تحيفة، يوم الثلاثاء الموافق 15 أبريل 2025. انطلقت القلوب قبل المركبات، في الرابعة عصرًا، تحمل في طيّاتها شغف اللقاء، وحنينًا لذكريات تُصنع بمحبة وصدق.
تولّت اللجنة المنظمة، المكوّنة من الإخوة: عبد الستار الشيخ، علي الجوهر، سلمان الفرج، وبالطبع اصحاب المخيم الكرماء سلمان وعبد العزيز تحيفة، تنسيق تفاصيل هذا اللقاء الأخوي. وبابتسامة مضيئة وكرم أصيل، فتح أبو ياسر قلبه قبل مخيمه، فامتلأ المكان بدفء الاستقبال وصدق النوايا.
منذ لحظة الانطلاق، كانت الطبيعة شريكة في الفرح، تبارك اللقاء بأشعتها الذهبية المنسكبة على الرمال، وبنسيمها العليل الذي يسرق التعب ويُهدي الارتياح. تقاطعت الأحاديث، وتمازجت الضحكات، وتحول المسير إلى مشهد حيّ من الإخاء الذي لا يُشترى.
وفي لحظة مرحة طال انتظارها، جاءت مسابقة التمثيل الصامت (Charades)، من إعداد المتألق زهير الصويمل، لتكون نكهة الفرح التي ألهبت المكان. الضحكات كانت صافية، والقلوب مفتوحة، والتفاعل بين الفرق أضاف بُعداً طفولياً عذباً يُعيد لكلٍّ فينا بعضاً من روحه الأولى.
تلى ذلك أمسية شعرية خلابة، استُهلّت بقصيدة ترحيبية من الشاعر الأديب سعود الفرج، نثرت مشاعره بين الحضور بحميمية محببة. ثم أضاء الشاعر فريد النمر الأرواح بقصيدته بكلمات من نور وحنين، واختُتمت الفقرة الشعرية بقصيدة غزلية رقيقة من الأستاذ علي الشيخ أحمد، عبقت بالرومانسية الراقية، وتركت أثراً جميلاً في نفوس الجميع.
وفي لحظة امتنان ووفاء، ألقى الأستاذ محمد النمر كلمة شكر واعتزاز، عبّر فيها عن تقديره للجنة التنظيم، وطرح رؤى اجتماعية تُعزّز من دور النادي في خدمة المجتمع. وبدوره، قدّم السيد عدنان ال شبر، رئيس النادي، كلمة محبة عميقة، وعد فيها بدفع عجلة النشاط إلى الأمام، والعمل على توفير مقر دائم يليق بهذا الكيان النابض بالحياة.
كما قدّم الأستاذ سلمان تحيفة كلمة ترحيبية مؤثرة، رحّب فيها بالضيوف، وأكّد أن هذه اللحظات هي التي تصنع الفرح الحقيقي، وتثري العمر بالمعنى.
وفي ختام الليلة، كانت وجبة العشاء لحظة من اللحظات المبهجة، حيث امتزجت نكهة المشويات المتنوعة من مطعم ليالي الشام، بإبداع الشيف حسين، الذي أسعد الأذواق بلمسته المميزة.
ومع حلول منتصف الليل، بدأ المشاركون في العودة إلى منازلهم، وهم يحملون في قلوبهم طيفاً من الذكريات، وكأن الرحلة كانت قصيدة تُتلى على مدى العمر، تُحيي فينا الإنسان، وتوقظ في دواخلنا المعنى.
لقد كانت الرحلة أكثر من نزهة، كانت دفقة حب، وفسحة للروح، وجسراً من القلوب إلى القلوب، نُسجت بخيوط الودّ، ووشاح من النقاء.