عائشة العتيبي – فرسان الرياضة
في زمن ندر فيه الوفاء، ظهر لنا محمد الباشا، ليكون مثالاً حياً للوفاء والانتماء في عالم الرياضة، ليلة البارحة لم تكن ليلة عادية ، كانت المدرجات ممتلئة بالجماهير، لكن الأنظار كانت مشدودة نحو لاعب استثنائي، لم يكن كغيره من اللاعبين.
مباراة الخليج والصفا، التي تحمل صبغة الحسم في منافسات الدوري الممتاز لكرة اليد، تحولت إلى درس من أجمل دروس الحياة ، فقد حضر الباشا إلى الملعب بقلب مثقل بالحزن، بعد فقدانه لطفلته الصغيرة “لولوه” التي رحلت عن عالمنا بعد أربعين يوماً فقط.
برغم الألم الذي يعتصر قلبه، لم يختر الاختباء أو الغياب، بل ارتدى شعار فريقه واستعد للمباراة وكأنه يقول للعالم: “قد لا أراكِ يا صغيرتي بعيني، لكني أراك في قلبي، وسأكون هنا من أجلك.”
كان بإمكانه الاعتذار أو الانسحاب، لكنه قرر أن يتحدى الحزن، ويكون رمزًا للوفاء.
في كل نظرة نحو السماء، كان هناك دعاء صامت لطفلته الراحلة، وفي كل تصفيق من الجمهور، كان هناك تقدير لرجل علمهم أن الانتماء ليس مجرد شعار، بل روح لا تنكسر.
لقد حضر ليس فقط ليرفع أسم ناديه، بل ليظهر للجميع معنى الوفاء ، لقد فقد طفلته، لكنه كسب احترام الجميع.
تحية بحجم السماء منا جميعاً لك “أبا لولوه”.