🖋️إبراهيم الزين- فرسان الرياضة
يفتقد المنتمون والمشجعون لأنديتنا الرياضية في غالبهم للروح الرياضية والثقافة الواعية وسعة الصدر التي تجعلهم يتقبلون الهزيمة من الفرق المنافسة دون ردود فعل متشنجة مصاحبة للغضب والنقمة وكأن الدنيا قد انقلبت رأساً على عقب .
تماما كما يحدث في حال الفوز حيث يكيلون المديح المبالغ فيه جداً ويغدقون على فريقهم المنتصر بشكل مفرط يتعدى حدود المعقول واللامعقول في الوقت الذي يجعلون من الفريق المنافس مادة دسمة للسخرية ومحطة للنكات الفارغة بشكل لا يليق أبداً بالرياضة .
أثبتت لنا المنافسات المحلية من خلال الكثير من الوقائع خاصة بين الفرق الكبيرة أننا نحتاج لمراجعة ما يجري ، ودراسة الأحداث بعناية ووضع قوانين تحد من هذه التصرفات الخارجة عن المألوف والذوق العام ، من أجل أن يكون جمهور الرياضة مثالاً يحتذى وليس العكس ، فهذه الجماهير هي واجهة من واجهات الوطن والتي نريدها أن تشرف بلدها من خلال ثقافتها ووعيها لا أن تكون مثالاً سلبياً منفراً يرتد على رياضتنا عكسياً ، فنحرم من تنظيم البطولات أو أن تعاقب الفرق الرياضية بمختلف العقوبات التي ربما تحرمها من المشاركات على اختلافها أو أن تغرم مادياً ومعنوياً بسبب تصرفات جماهيرها البعيدة عن رسالة الرياضة الأساسية ، فيجب أن تكون رياضتنا وجماهيرنا خير سفير لنا وأن نكون محط الأنظار ولتكون بلدنا المكان الأمثل لتنظيم البطولات العربية والقارية والعالمية كخيار من الخيارات المفضلة .
أمرٌ آخر نذكره هنا فنقول وللأسف الشديد أن الرياضة لدينا سببت الكثير من الخلافات والمشاكل البينية والجمعية ، وصلت لدرجة العداوات ، وبنظرة تحليلية سريعة لا تحتاج لكثير من العناء يرى المتابع الرياضي كيف وصلت حالة الإنتماء والتي تهاوت وللأسف وصارت معلقة بالعاطفة وبوجود أشخاص بعينهم سواء كإداريبن أو لاعبين أو حتى مدربين ، فإن كان فلان على رأس الهرم فأهلاً وسهلاً ، ولسوف نشجع وندعم ونكون مع الكيان في السراء والضراء وفي الفوز والهزيمة ونطبل لهم ونلتمس لهم العذر ، أما إن تغير الحال ، ولم أكن أنا المسؤول أو الرئيس أو المدير ، أو لم يكن أخي أو صديقي أو أيٌ يكون ممن أرغب في وجوده ، فلا انتماء ولا كيان ولا اعتراف لأحد بأحقية ولا مكانة أو اهتمام ، بل تكون الأمنيات هي السقوط لهذا أو ذاك حتى لو سقط الكيان ذاته .
وتصل الأمور لدرجة عدم الإعتراف حتى بالنجاحات وبالبطولات التي تتحقق لمن تحمل المسؤولية والقيادة ويعتبرونها صدفة أو ضربة حظ بل وينتقدون رغم ما تحقق من إنجاز، ولننظر كيف يكون الحال حين إخفاق فريق معين من تهكم وهجوم على الآخرين فقط لأنه لم يحالفهم الحظ .
مشكلة الولاء للأشخاص وكذلك الأنا المستشرية لدى البعض والتي لا تعترف بأحد سوى ذاتها هي مشاكل قاتلة ومعرقلة لأي عمل جماعي ، وكذلك صعوبة التعامل بينها وبين الآخرين مما يعرقل أي محاولة للتوافق الذي يراد منه المصلحة العامة، ما دامت المصالح الشخصية طاغية ، وعدم الإعتراف بالغير الذين يتقدمون ليستلموا القيادة والمعزوف عنها أصلاً من قبل الشريحة الأكبر من المجتمع خوف الوقوع في المحاذير والتي تطرقنا لبعضها وتركنا الكثير منها حتى لا يتشائم ويتردد من يفكر بالإنخراط في العمل الرياضي لنقول له أنه لا يوجد عمل دون صعاب ولا نجاح دون ضريبة .