✏️ ابراهيم الزين – فرسان الرياضة
يكفي بعض أنديتنا ما تعانيه من شح في مواردها وكوادرها الإدارية القيادية والتنفيذية وقلة فرقها المنافسة.
يكفيها ضعف بنيتها التحية والفوقية والبنيوية، الأمر الذي يربك أنشطتها ويضاعف الجهود وتتداخل المهمات مما يجعل العمل الإداري والتنفيذي مشتتاً ومعقدا.
يكفيها ورغم مرور عقود طويلة من الزمن وبعض المجتمعات لا زالت تتوجس منها خيفة ،خوفاً على أبنائها وكأنها أماكن لضياعهم وغوايتهم، في الوقت التي هي تحتويهم وترتقي بهم وتنميهم بدنياً وفكرياً وحتى دراسياً..
يكفي ويكفي ، ونقول ذلك حتى يتعظ من يمسكون بزمام أمورها ويتبعدوا عن الخلافات فيما بينهم ، ويتحدوا ويتفقوا على المصلحة الواحدة والهدف الواحد ويغلبوا الرأي الجماعي على الفردي ويبتعدوا عن الأنا المنتفخة لتحضر الروح الواحدة واليد الواحدة والسواعد الجماعية الملتفة والمتحدة، كل ذلك من أجل مصلحة كيانهم ولا غير .
يكفي ويكفي ألف مرة ، ونقول ذلك من أجل أن يكف عن الإنتقاد الغير مبرر واللابناء أولئك الذين لا هم لهم سوى مراقبة الأخطاء أو الهفوات أو الإخفاقات ليخرج من بينهم بعض من يكتبوا ويتكلموا بما لا يرضونه على أنفسهم، وهم البعيدون أصلاً عن العمل الرياضي أو الإجتماعي ، بل ولم ينخرطوا يوماً من الأيام في هذا المجال ، ومنهم من لم يقفوا مع أنديتهم لا بالدعم المادي ولا حتى المعنوي أو التشجيع وحضور المباريات لفرقهم المنافسة.
يكفي ويكفي ونقولها بمرارة لأولئك الذين عملوا طويلاً في المجال نفسه ، وتقلدوا المسؤولية لفترات متفاوتة وتمرسوا بالعمل ، وعرفوا يقيناً مدى صعوبته والجهد والتعب الذي يأتي على حساب الذات والأسرة والأهل والمسؤوليات الخاصة الأخرى ، حين يرهن المرء نفسه من أجل خدمة بلده وكياناته الرياضية والإجتماعية وغيرها، وبدل أن يقفوا مع من يتقلد المسؤولية ويستلم دفة القيادة إذا ببعضهم يحاولون جادين أن يسقطوا الأشخاص بل وحتى الإدارات قبل وبعد أن تتشكل ، أو يريدون أن يملوا عليها من أجنداتهم ما يعود على صالحهم ومصالحهم الخاصة ، أو يحاولوا فرض أنفسهم طوعاً أو كرهاً ، وكأنه لا أحد سواهم وسوى طيفهم من يملكون مفاتح القيادة وأسرار النجاح وطرق تحقيق التطلعات ، ويقللون من شأن الآخرين بأي حجة وذريعة كانت ، حتى لو أدى ذلك لهدم ما بني برمته .
على هؤلاء الذين يفرحون بإخفاق غيرهم ويحزنون لنجاحهم أن يتعتظوا ويذكروا أنهم لا يرضون بذلك لو كانوا في سدة المسؤولية ، فالذي لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك ، وعليك أن تترك الفرص تتهيأ لغيرك وتساعده على ذلك مثل ما ساعدك غيرك ليكملوا الطريق حيث توقفت أنت ولتكتمل المسيرة التي استلمتها أنت ممن خلفك لإكمالها من سلفك ولتتحقق الأهداف التي حققت أنت بعضها .
على الجميع تفعيل صدق الإنتماء بحقيقته وتغييب المصالح الشخصية وتفعيل الروح الجماعية مهما كان اختلاف وجهات النظر فهكذا نرتقي ، وهكذا تجري الرياح حيث تشتهي السفن لتوجه الأشرعة وتسير المراكب في بحر الأمان، بدل أن يعكر صفو المياه وتُعطل المراكب فتغرق ويغرق معها الجميع ركاباً وعاملين وملاحين وربابين .