بقلم / ابراهيم الزين – فرسان الرياضة
إن إقامة دورة الألعاب الأولومبية السعودية ولأول مرة هو حدث تاريخي ، ونجاح بحد ذاته ، كونه أكبر تجمع رياضي أقيم على هذا المستوى في الوطن وبأيدي وطنية غالبة .
هذه الدورة التي احتضنتها العاصمة الرياض من تاريخ ٢٧ أكتوبر وحتى ٧ نوفمبر ٢٠٢٢ ميلادية ، وبمشاركة ما يناهز العشرة آلاف رياضي وفني وإداري مثلوا أغلب الأندية، فضلاً عن منتسبي وزارة الرياضة ، تنافست فيها الفرق فيما يفوق الأربعين لعبة رياضية فردية وجماعية، ما كان لها أن تنجح و في مدة زمنية قياسية لولا الدعم اللامحدود من قبل حكومتنا الرشيدة ممثلة في أمير رياضتها ووزيرها سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي ، وكذلك الحرفية والإتقان المسبق للحدث وكأنها ليست المرة الأولى التي تقام فيها المناسبة على أرض الواقع.
حدث بهذا الحجم لابد أن دوامة العمل له كانت كبيرة ، وهو ما يدلل على أهميته وجدواه التي ظهرت ناصعة ولفتت لها جميع الرياضيين والإعلاميين والمهتمين ، وهو ما يستدعي بأن تعمل الأندية الرياضية على الإعداد له مبكراً ، وذلك بتنويع وتطوير ألعابها وتجهيزها للمنافسات خلال الدورة القادمة حتى تواكبها ، سواء تلك التي شاركت أو التي سوف تلحق بها من الأندية التي لم تشارك ، وليت المسؤولين عنها يعملون على جدولة موعد إقامتها في غير موعد الدوريات المحلية المقامة أو استحقاقات الأندية والمنتخبات خارجياً حتى لا يؤثر على جداول الاستحقاقات المجدولة مسبقا.
إن هذا الحدث الضخم يحتاج إلى ماكنة إعلامية كبيرة وفاعلة، لأن إحدى غاياتها بلا شك هي إيصال صيتها عالمياً ، ولنثبت عيانا أن بلادنا قادرة ولله الحمد على تنظيم مثل هذه الدورات مهما كان حجمها،وبكوادرها الوطنية ، وأيضاً من أجل استقطاب الجمهور سواء محلياً أو خارجياً ، وهو ما يصب في مصلحة الرياضة والسياحة في بلادنا .
ولا شك بأن الجماهير الرياضية تبحث عن التشويق وحرارة المنافسات وأن تتابع وتتعرف عن قرب على الألعاب الفردية والجماعية المختلفة لتنتشر لدينا بقوة ونرى من يمارسها وينافس عليها ، فالرياضة ليست كرة قدم فقط كما هو الغالب عندنا .
نذكر كيف كان لرياضات ألعاب القوى حضوراً قويا، كما هي الدراجات والسباحة لمسافات طويلة ، وحبذا لو أدرجت بعض الأنشطة المصاحبة ، مثل الأنشطة الثقافية والدورات والندوات المختلفة ، وهو ما نحتاجه لتطوير وتأهيل الكوادر المتخصصة وخاصة اللجان الفنية والإدارية والتحكيمية والتي عادة ما يثار الجدل حولها في المناسبات المقامة على مدار العام.
ما نود أن نختم به هو تطلعنا لأن يكون المشاركين من فئة درجة الشباب أو الصفوف الثانية للاعبي الفرق الأول ، وهو ما سوف يعود بالفائدة على جميع الرياضات كون الدورة سوف تعمل على بناء وتجهيز هؤلاء تجهيزاً يؤهلهم لأن يكونوا بمثل أو أفضل من مستوى من يسبقوهم الآن ، وكل ذلك سوف يصب في مصلحة الأندية فضلاً عن المنتخبات الوطنية وفي مختلف الألعاب.