بقلم/ ابراهيم الزين – فرسان الرياضة
لا نظن أنه من المناسب أن يرمي اتحاد اليد الموقر الكرة في شباك الأندية ويستشف رأيها في مسألة الاستعانة بلاعب أجنبي ثالث ، لا من حيث الفكرة ولا التوقيت وهو ما سوف يحمل الأندية تبعات ذلك لاحقاً إن اتخذ القرار وفشلت نتيجته.
كرة اليد عندنا متطورة وتتطور ولله الحمد ، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية ، والواقع يثبت ذلك ، سواء من خلال تأهل جميع الفئات الوطنية المنتخبة إلى المحافل الدولية وبجدارة ، أو من خلال الأندية التي لا يخلو موسمٌ من تمثيلها لبلدها في مختلف المسابقات العربية والقارية والعالمية ، وحصولها على إحدى بطولاتها أو المراكز المتقدمة فيها وبسواعد وطنية ، وهنا يجب أن نشكر السيد رئيس الاتحاد ومن معه من الأعضاء على الجهود والقفزات التي لمسناها عيانا في كل ما يخص اللعبة .
ولا ندري حقيقة ما هو المغزى من طرح هذه الفكرة على الأندية الآن بالذات ، وهل ناقشها الاتحاد فعلياً وأحاط بإيجابياتها وسلبياتها ثم وافق عليها إجماعاً ، وإذا كان كذلك ، فلماذا تعرض على الأندية أصلاً ، وهو صاحب السلطة والإرادة في اتخاذ مثل هذا القرار وغيرها من القرارات ، لأنه والحال كذلك فإنه سوف يجد نفسه ملزماً بتمرير قرارات مثيلة للأندية لأخذ رأيها كل مرة.
ثم أي توقيت هذا الذي يطرح فيه مثل هذا القرار ونحن في منتصف المنافسات وأوج حدتها ؟ وبطريقة لا تتوافق مع ابسط الأساليب والنظم الإدارية ، ولا مع المنطق على حد سواء، وسوف يكون مقبولاً لو طرحت الفكرة قبل انطلاق الموسم وبفترة
كافية بغض النظر عن قبولها أو رفضها.
في النظم المؤسساتية تجري دراسة وتقييم النتائج بعد نهاية كل مرحلة حسب النشاط ، ثم وضع التصورات واتخاذ القرارات للمرحلة التالية ، سواء بالتعديل أو التغيير ، ولا تتخذ قرارات فورية وطارئة مجازفة إلا من خلال بنود موضوعة في النظام أصلاً، وإن تحتم اتخاذ ما هو خارج النظام فتجب موافقة السلطة الأعلى على ذلك .
إن كان لدى الاتحاد أفكار ومرئيات يظن أنها سوف تخدم اللعبة فلينظم اجتماعات وندوات دورية مع الأندية لعرض الأفكار والرؤى وتقديم المقترحات والدراسات ، ، في خطوة سوف تحسب للإتحاد فعلياً إذا ما اتخذت، وليس من خلال استفتاء بـ : نعم أو لا . وأما إذا كان الاتحاد يفكر في زيادة حدة المنافسة وتوسيعها ، فليس بهذه الطريقة ولا في هذا التوقيت الذي سوف تتضرر منه بعض الأندية وتستفيد منه أخرى حسب وضعها القائم بالدوري الآن .
ومن الملاحظ أن معظم جماهير كرة اليد لا تؤيد هذه الخطوة وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار من قبل الإخوة رئيس وأعضاء الاتحاد أيضاً ، وليس فقط مسؤولي الأندية ، لأن للجمهور رأي أيضاً ، وهو رأي أقرب للصواب من أي طرف ، وقد انصبت معظم الأراء لجهة مصلحة اللاعب المحلي وبالذات القاعدة والتي سوف تكون الخاسر الأكبر ، فضلاً عن اللاعبين الذين يمثلون أنديتهم ومن سيكونون ضحية هذا القرار لأن هناك من الأندية من سوف تعمل على جلب أفضل اللاعبين من أجل الحصول على البطولات فقط دون الالتفات للقاعدة وللبناء وهو ما سيضر باللاعب المحلي وبالتالي ينعكس سلباً على المنتخبات الوطنية .
نعود ونقول أننا نقدر جهود المسؤولين في الاتحاد والقفزات النوعية التي قاموا بها مشكورين ، ونريد لذلك أن يستمر بحرفية كما عهدنا ، ولا نشك أبداً في مصداقيتهم والوقوف على خط واحد من جميع الأندية ، لأن الهدف هو الارتقاء باللعبة والذي يصب في المصلحة الوطنية والتي تمثلها المنتخبات بجميع فئاتها .
إبراهيم الزين