بقلم : فاطمة العثمــان/فرسان الرياضة
سبق و أكدت في مقال سابق بمناسبة صدور تقرير الحالة الثقافية في المملكة لعام ٢٠٢١ والذي حمل عنوان (الثقافة في الفضاء العام) أننا بالفعل نعيش مرحلة جديدة تنبيء بحاضر مشرق ومستقبل مزدهر وهذا بدا جليا ًفي الحراك الثقافي لعام 2022 في مجمل القطاعات الثقافية على سبيل المثال لا الحصر المواقع الثقافية والأثرية، المسرح والفنون الأدائية، الكتب والنشر وغيرها وقد انعكس هذا الحراك إيجابًا على ترتيب المملكة في مؤشر المعرفة العالمي حيث قفزت المملكة بحمد الله للمرتبة الثالثة والأربعون على مقياس المؤشر والذي يضم 132 دولة .
وما إطلاق مبادرة (الثقافة والمستقبل الأخضر) التي أعلنها بالأمس سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، على هامش فعاليات الدورة الـ 23 من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بالرياض الا تجسيدًا لخطى المملكة الثابتة نحو الاتجاه الى الاقتصاد المعرفي المبني على الاستثمار في الانسان، لتعزيز دور الثقافة في المجتمع وابراز اهميتها في التنمية الشاملة والمستدامة، ليس هذا وحسب وانما رسم سياسات ثقافية وبرامج شاملة تسهم في تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد، وربط العمل الثقافي بحياتنا اليومية لأجل التخفيف من آثار التغير المناخي، وتعزيز القدرة على التكيّف معها، والتعامل مع تحدياتها المختلفة
وها نحن اليوم نرى بأعيننا المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الامين سمو الامير محمد بن سلمان اطلاق مبادرات تعكس للعالم مدى اهتمامنا بالفعل الثقافي، حيث لم تعد الثقافة مجرد شعارات او عبارات نقرأها في وسائل الاعلام او نشاهدها ونسمعها او ونعلمها لأبنائنا في المدارس ، بل أصبحت أفعالًا ترسمها وتعمل على تنفيذها على ارض الواقع حكومتنا الرشيدة وتصدرها للعالم اجمع من خلال مثل هذه المبادرة (الثقافة والمستقبل الأخضر).
وهنا ندرك أن التقارير التي تصدر هي رصد للواقع ورسم سياسات لما هو قادم وخير دليل على ذلك هو التقرير الذي سيصدر قريبا بعنوان “تقرير الثقافة والاستدامة في العالم العربي” والذي نشرت وكالة الانباء السعودية ابرز ملامحه، حيث يركز على دور الثقافة في صياغة المستقبل الأخضر، وتنفيذ التزامات الدول العربية بتوظيف الثقافة لأجل التنمية المستدامة، بل ويخصص محورًا كاملًا من محاوره الخمسة وتحديدًا في المحور الرابع الذي يحمل عنوان: “تراث أخضر.. من أجل محيطٍ سليم وتنمية مستدامة” فيبحث بلورة مفهومٍ مُستحدث وهو “التراث الأخضر”، الذي يتجاوز ما اصطلح عليه اليوم بالتراث الطبيعي، أو التراث البيئي ليشمل كل المبادرات التي من شأنها أن تُحافظ على التراث الثقافي والطبيعي، وتنميتهما عبر التركيزِ على استغلال الموارد والخامات الطبيعية في مختلف مجالات التراث الثقافي ,كما يوجد لدينا إرث ثقافي كبير من المواقع الأثرية والتراثية يجب استغلاله في هذه المبادرة خاصة وابواب السياحة لبلدنا قد فتحت على مصراعيها لكل من يرغب بزيارة المملكة.
حفظ الله بلادنا ووفق حكومتنا الرشيدة لكل ما فيه الخير والتقدم والرخاء لمملكتنا الغالية