بقلم / إبراهيم الزين – فرسان الرياضة
ما حدث بالأمس في صالة نادي النور وبعد مباراة شباب الخليج والنور لكرة اليد ليس حدثاً عرضياً ، ولكنه نتيجة ، ووليد تراكمات من التشنجات والقصف المتبادل بالتنابز والتباغض والعصبية والفوقية ، ومن مختلف الطبقات الرياضية للأسف ، ودون أن تتدخل جهة بعينها لمنع ذلك ، إما بالتصالح ونشر التسامح ، أو بالوقاية أو الردع ابتداء من أول الأمر .
كبر الجنين المشوه ، وبانت علامات الطلق منذ فترة تنبىء بأن هذا الوليد على غير ما مايرام وما يراد ، من خلال صرخات وأنين رياضة كرة اليد ، وقد خرج للأسف أمس ، ورأيناه خديجاً وقبل آوانه مشوهاً بشكل يدمي القلوب .
العقاب كان جاهزاً وهو أمر اعتيادي وضروري وفي وقته ، وتحت أي ظرف ، ولكن السؤال يبقى شاخصاً :
كيف وصل بنا الحال لهذا المستوى ، وبين تلميذ وأستاذ ؟ وأين سيأخذنا ؟ وكيف نتفادى مثله قبل حدوثه غداً ، دون اضطرار مرة أخرى للمشاهدة والعقاب .
من غير الممكن أن تحكم الناس لاختلافهم واختلاف نفسياتهم وثقافاتهم، وبالتالي عدم اكتراث البعض وكأن ذلك لا يعنيهم ، وربما يعقب ذلك أحداث أخرى . ولكن من الممكن أن تتخذ إجراءات أخرى وقاية من أن تحدث ، وحتى يكون ذلك : على مختلف المعنيين الجلوس حول طاولاتهم المستديرة وجلد الذات بصراحة تامة ، فلا أحد معصوم ، ولا يمكن للشرارة أن توقد ناراً دون سبب ومسبب ، والنار نتيجة ، نتيجة ماذا ومن وكيف ؟ ، لا ندري ولا نريد أن ندري ، وما ندري به هو الظاهر المقيت والمخجل الذي رأيناه والذي سببه وبلا شك قصور وتهاون أو أخطاء سببت في تدحرج كرة الثلج لتصبح قنبلة موقوته انفجرت في صالة نادي النور والذي لا يتحملها كنادٍ وإدارة دون أدنى شك ، ولكن على جميع المهتمين التفكير بسرعة بينهم وبين أنفسهم ، ثم جميعاً لمعرفة المتسبب والإشارة إليه مباشرة ، وهنا نشير إلى كتاكيت التويتر المنفلتة كأحد الأسباب ، وما يتبعها ، ولا نريد أن نخوض في التفاصيل حتى بحسن نية تفادياً لسوء الفهم ، ولكن نقول : إتقوا الله فينا ، وفي رياضتنا والتي هي الرئة التي يتنفس منها شبابنا ويكاد أن يعطبها الفشل .