بقلم / علي مرار – فرسان الرياضة
لم يتباهى يوما من الأيام بمسكن كان يؤيه وعياله ، ولم تظهر عليه علامات الخجل أو الحياء عندما يزوره الناس في مجلسه ، حمل البساطة والروح الصادقة تجاه كل من يعرفه قريب أو بعيد ، عنوانه نتعايش مع الناس بالحسنى وصفاء القلب وطيب التعامل ، لم يقتني جوال الا بعد الستين من عمره ، لايقود السيارة رغم انه يعمل في الظهران وكان جل أعتماده على ساقيه المثقلتان وبعض الأصحاب .
العم الغالي الراحل عيسى الجيراني أيقونة مميزة في مجتمعنا المجتمعي بشكل عام والرياضي على وجه الخصوص .
أعطى دروسا في حب العطاء والوفاء للمجتمع بالعمل والجد والإجتهاد رغم انه لايحمل الشهادات .
مسيرته التي قاربت 55 عاما في رياضة أحياء المنطقة وحواريها مليئة بمئات الألوف والقصص التي تعطي دروسا مجانية ، فكان معلما وملهما لنا ولكل من عرفه عن قرب أو سمع بهذا الإسم (عيسى الجيراني) .
يغضب بأبتسامة تكسو محياه ويضحك بخجل يملئ تقاسيم وجهه ، متواصل في كل مكان سواء أفراح وأحزان ، يلاطف الجميع ببراءة الأطفال ووقار الكبار ،
عيسى الجيراني الأب الروحي والجزء الأكمل والأوفى للرياضة والرياضيين .
تحمل التعب وبذل التضحية والعرق من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين فكان يشعر بلذة مايقدم لهم .
لم يثنيه عن التطوع والعطاء الحالة الأقتصادية التي يعيشها كان دائما يردد (الفقر ليس عيبا إنما العيب فينا ان كان بيدنا مانقدم للناس ونحن بصحة وعافية ونتأخر) .
أصابته الأمراض ونالت منه مانالت الا ان صبره وتعلقه بالله سبحانه وتعالى كان مبتسما ومفوضا لله العلي القدير أمره ، وفي عز مرضه يسأل عن الجميع ويرسل السلام والتحية .
هاهو الفارس المجتمعي والرجل العصامي يرحل بأخلاصه وطيب أخلاقه وجمال تعامله وطيب الأثر الذي تركه لنا وللجميع .
العم ابوعلي عرفناك خفيف الظل كبيرا بالعزة والكرامة حتى رفضت كل من أراد تكريمك .
وفدت على رب كريم صابرا محتسبا ومفوضا لرب العباد أمرك ، إنا لله وإنا إليه راجعون فروح وريحان وجنة نعيم وإنا لفراقك يا أباعلي لمحزونون .
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انا لله وانا إليه راجعون عظم الله أجورنا وأجوركم .