بقلم / حسين الجمعان – فرسان الرياضة
لا يختلف اثنان على أن الشهادة التدريبية مطلب لممارسة مهنة التدريب في مجال كرة القدم و الحصول عليها ممكن و متاح للجميع و لكن ليس كل من حصل عليها في ميدان التطبيق و العمل يكون قادر على قيادة المنظومة بالشكل الصحيح الذي يحقق النجاح لبناء فريق متجانس و منافس فضلًا عن عدم قدرته على غرس روح المنافسة بين لاعبي الفريق باعتماده على نسخ و لصق في كل مباراة حتى التبديلات نسخ و لصق دون القدرة على قراءة المباراة و الخصم الذي يلعب ضده بل على العكس تمامًا تجده يتعامل بطريقة تعتمد على قتل روح المنافسة بين اللاعبين و محبطة جدًا لدرجة تذبل الموهبة و تضمحل على دكة البدلاء أو في المدرجات بدلاً من الاستفادة منها بالشكل المطلوب و صقلها و اضافة المزيد من المهارات التي يحتاجها!!
فهكذا نوعية من المدربين الذين يحملون شهادات التدريب و لكن يفتقدون فن التدريب و الجوانب الفنية المكملة التي تضيف و تدفع اللاعبين للأفضل من حيث الأداء و القتالية و الحماسة في داخل المستطيل الأخضر…
و الدليل على ذلك ما هو مشاهد و ملاحظ من القائمة الطويلة التي تقال من التدريب في مختلف درجات الدوريات لدينا بعد مضي بعض جولات من التنافس!
و عليه الأجهزة الإدارية في كل فريق يجب أن تكون قد مارست كرة القدم و تشعر بالحالة النفسية للاعب المهمش على الدكة و يجب أن تكون إدارة فريق كرة القدم واعية و مدركة لخطورة التهميش المتعمد و شبه المتعمد لبعض لاعبي الفريق رغم اجتهادهم و التزامهم في التدريبات و امتلاكهم للموهبة و المهارة التي يتمناها كل مدير فني في فريقه.
كما ينبغي تحليل و مناقشة الجهاز التدريبي لوضع الفريق المهزوز لعدم مشاهدة حدوث تطوير في الأداء مع تقدم جولات التنافس و الفريق في السطر الأول…
و الحديث ذو شجون لن تتقدم فرقنا و لن تقدم ما نأمله و نطمح إليه طالما هكذا نوعية من المدربين الفاقدين للفن التدريبي و ملكاته المؤهلة منهارة الذكاء و التحفيز الضروري لاستخراج أقصى ما لدى اللاعبين من عطاء لتحقيق أعلى نسبة من الجودة في الأداء و الروح التنافسية و استثمار الطاقات و المواهب التي يمتلكها بالشكل الأمثل…
فالمدير الفني يسمى مربي في بعض الدول لذا يجب أن يستشعر الإحساس السلبي الذي يتركه جراء تهميشه لبعض اللاعبين و عدم إتاحتة الفرصة للجميع لإثبات وجودهم
و اعتماده على عدد محدد و ينبغي أن يراعي وقت إجراء و تنفيذ التبديلات التي تضيف للفريق لا مجرد التبديل للتبديل و المدرب القارئ الجيد يدرك أهمية التوقيت فهو يلعب دورًا كبيرًا و مهمًا.
فالمدرب الذي يغفل هذه الجوانب المهمة فهو مجرد حامل شهادة تدريب دون أن يمتلك القدرة على الإبداع و التطوير و التحفيز و خلق الدافعية من خلال تعامله النفسي المحبط السيء للغاية.
فرواتب مثل هؤلاء المدربين هدر مالي بدون مردود على أرضية الميدان
و إن كانت بعض النتائج قد تكون خادعة للمتابع و المسؤول فتخفي عيوب المدرب في كثير من الأحيان…
لكن الجمهور الذكي المتابع لكرة القدم و العاشق لها يعرف مكامن الضعف في فريقه و ماذا يحتاج؟
ختامًا..
فمنظومة العمل في فريق كرة القدم تكاملية يجب أن تعمل وفق ما هو مخطط لها و ما يصرف من أجلها.
و يحاسب المقصر و يثاب و يكافأ المثابر
و يوجه من لديه القصور و الجميع يسعى لإظهار الصورة المثالية و المشرفة للنادي و البلدة التي يمثلها.