بقلم /صالح المرهون – فرسان الرياضة
لماذا يصر البعض من الأفراد أو الأشخاص بأنهم وجهاء على المجتمع وقادة المجتمع ويمثلون البلد، ومن أنتخبهم ليكونوا وجهاء، هل المجتمع أختارهم لذلك، أو هو حب التظاهر والتفاخر أمام الآخرين، ومحاولة الظهور في مستوى اجتماعي معين، لايتوافق مع وضعهم الطبيعي، ولا أبالغ إذا وصفته بأنه مرض اجتماعي يسمى مرض الوجاهة الاجتماعية،
وجاهة الإنسان أو قيمة الإنسان ليس بالمادة وتملك العقار والذهب والفضة أو بالرئاسة وركوب السيارات الفاخرة أوالموقع الاجتماعي، فكل هذه الوجاهة فانية وكاذبة، ولذلك دأئماً يجب أن يبحث الإنسان عن الوجاهة عندالله سبحانه وتعالى، ولا يبحث عن الوجاهة الاجتماعية المادية وحب التظاهر والتفاخر أمام الآخرين، ما مفهوم الوجاهة، الوجية هو من يقصدونه الناس ويتوجهوا له لقضاء حوائجهم، الوجيه من أختاره المجتمع ليرعى مصالحهم ويسعى في قضاء حوائجهم،لا يفرق بين غني أو فقير أوصاحب جاه أوصاحب مال،الناس عنده سواسيه، وأن يكون معروف بين المجتمع بأن هذا أمين وثقة وأن يرعى مصالح المجتمع، وأن يسعى في قضاء حوائج الناس،ليس الوجاهة كلاماً فارغاً،حب القيادة وحب التظاهر والتفاخر وحب المكانة في المجتمع،
ولابد من أن الوجيه يختاره وينصبه المجتمع ليرعى مصالحهم ويسعى في قضاء حوائجهم،
ويكون له القدرة على إدارة المجتمع،
ويكون أهلاً لذلك، قيمة الإنسان الحقيقية لا تقاس بمظهره أو حب الترأس أو تملك السيارات الفخمة والتفاخر والتظاهر أمام الآخرين،بل بعلمة وثقافته الدينية وأخلاقه وتواضعه وقدرته على خدمة المجتمع وقدرته على إدارة المجتمع ومراعاة مصالحهم والسعي في قضاء حوائجهم، وخدمة نفسه وأسرته ومجتمعه،إن التفاخر أمام الآخرين سلوك مذموم ولابد من مواجهته بحزم وشدة،لأن التمادي فيه ينعكس بالسلب على صاحبه ومصالح المجتمع، في وقتنا الحاضر كل من ظهر على الساحة عين نفسه وجيهاً على المجتمع وقيادته، ويرى نفسه بأنه يرعى مصالح المجتمع،والواقع لا شيئ من هذا كله، فما المانع أن يقنع الإنسان بما قسمه الله له ويعيش مستواه الطبيعي بدون تفاخر ومظاهر ليس كل من ادعى الوجاهة أو حسب نفسه وجيهاً في المجتمع أصبح كذلك،لأن هذا لايمكن قبوله وعلى المجتمع الواعي التصدي بحزم وشدة لمثل هؤلاء المدعين بأنهم وجهاء في المجتمع،إن هناك من الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتصف بها الوجيه أو مجموعة من الوجهاء في المجتمع حتى نتمكن من أن نطلق مثل هذا المصطلح على هؤلاء،وماهي الصفات الازمة التي أن تكون في هذا الوجيه أو ذاك أوبعنى آخر ماهي الصفات التي نستطيع من خلالها أن نطلق هذه الكلمة على هؤلاء المدعين بأنهم وجهاء،من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يريدهذا المنصب الاجتماعي ألا يكون هو من يدعي بأنه وجيهاً،بل يترك هذا لعامة المجتمع وأن ينظروا إليه لتحديد الوجيه من المجتمع،وأن يكون ذا شخصية مرموقة وصاحب كلمة مسموعة ومؤثرة مابين مجتمعه،
وأن يتحلى بالكمال والجمال في تصرفاته، وأن يكون ملتزماً بدينه قبل كل شيئ،وأن يكون صادقاً مع نفسه قبل المجتمع،وأن يكون صاحب علاقة جيدة وحسن التعامل مع كافة مكونات المجتمع،وأن يكون صاحب خلق وتواضع دون أي تعال أو تكبر،وأن يسعى في خدمة المجتمع بعيداً عن مصالحه الشخصية،عليه أن يؤثر بمصالحه لحساب مصالح المجتمع،
عليه أن يكون وجيهاً في بيتة ومابين أسرتة قبل أن يكون وجيهاً في المجتمع، ولماذا ينظر الإنسان إلى من هم أعلى منه في المكانة الاجتماعية،مع العلم لو أنه لو نظر إلى من هم ادنى منه لأدرك النعم التي وهبها الله إياه، وتمسك بها وحافظ عليها،إن التنشئة الأسرية السليمة القائمة على التفاهم والوضوح والتعامل الحسن والأمثل مع الآخرين،هو السلاح الأول في مواجهة مرض الوجاهة
الاجتماعية،فلابد من تعليم ابنائنا على التواضع والإرتقاء بمستواهم التعليمي والخلقي لأنه الأساس في كل شيئ أخيراً، ليس بالمظاهر وحب وحب الذات والأنانية والتفاخر، تقاس القيمة الحقيقة للإنسان،
وإنما بنفعه وفائدته للآخرين،وفي الحقيقة إن الوجاهة نوعان: النوع الأول: الوجاهة التي ترتبط بالمعادلات المادية،فالثري له وجاهة اجتماعية،والرئيس له وجاهة اجتماعية،وكل هذه الوجاهات فانية وكاذبة،
النوع الثاني: الوجاهة التي ترتبط بالمعادلات الإلهية، إننا في هذه الفقرة لانطلب ولا نحتاج النوع الأول من الوجاهة،
وذلك نقول( اللهم اجعلني عندك وجيهاً )
بمعنى أن هذه الوجاهة وجاهة إلهية،والسبب في ذلك واضح جداً،لأن الوجاهة الاجتماعية محدودة وفانية، فهي ترتبط بالفاني، وهي المادة،فكل الماديات فانية،يقول الله تعالى:( كل من عليها فان)فإذا أخذتم وجاهتكم من الفرد أومجموعة أفراد فإن هذا يعني أن هذه الوجاهة مرتبطة بالفاني،فهي فانية لامحال.
إن الوجاهة عند الله بحاجة إلى أسباب،يعني إننا إذا أردنا أن نكون وجهاء عندالله سبحانه،لابد نبحث عن الوجاهة الإلهية،لا عن الوجاهة الفانية الاجتماعية،
بمعنى( اللهم اجعلني عندك وجيهاً…)
هذه الوجاهة الحقيقية المرتبطة بالله سبحانه وتعالى.