إذا التقى خليج سيهات ونور سنابس في صالات كرة اليد السعودية فبالتأكيد ولزامًا أن يحضر معهما الفن الجميل واللعب الأنيق والمهارات الراقية وتستدعي الصحف والإعلام صور وتاريخ المنافسات السابقة وتتبادر للذهن لا شعوريًا تلك اللقاءات والأمسيات الرائعة التي كانت تجمعهما ويستمتع بها حضوريًا جمهور كرة اليد القادمين من كل حدب وصوب ويغص بهم كل مقعد وركن في الصالة حاملين الأعلام والرايات ومتشحين بشعارات الناديين لباسًا وتعبيرًا ورسمًا على الوجوه وتفاعلها الوجداني المثير بالشيلات التحفيزية والأهازيج التشجيعية وتكتسي الصالة بالألوان الزاهية من شعار الخليج الأصفر والأخضر وشعار النور البرتقالي والأسود ويتجمد مشاهدو الشاشة مشدوهين ومتفاعلين مع ما يقدمه لاعبو الفريقين من مهارات فنية وجمل تكتيكية وتنافس وندية وإثارة ومتعة طوال دقائق وأحداث مجريات المباراة وتعلو الأصوات وتزداد التأوهات وتشتد الإثارة مع كل فرصة ضائعة أو مع كل هدف مسجـﱠـل من كلا الفريقين ….
الـدانـة والـيـريـور … ديربي الاثارة
إذا ذُكر فريق الخليج لكرة اليد فلا بُد أن تتداعى صولات وجولات وتاريخ الدانة السابق وتقف الذاكرة والقلم احترامًا وتقديرًا لهذا الفارس البطل وترتسم أمام النواظر صور التتويج بالدروع والكؤوس والأبطال تحملهم الجماهير على الأعناق والتي لا يمكن أبـدًا أن تفارق المخيلة الرياضية ….
والنور هـو الآخـر بنجومه البارزة الذي شق الصفوف قادمًا من العتمة ومن دهاليز العوز والفقر واستطاع بفترة وجيزة وبسرعة البرق أن يحجز له مكانًا ثابتًا في المنافسات المحلية وينافس الأهلي والخليج بتاريخهما وإمكانياتهما وسجلهما الذهبي ويصنع لنفسه مكانة مرموقة ومجدًا غاليًا ويتربـﱠـع على القمـﱠـة ويسجـﱠـل اسمه بين الكبار بمداد الذهب المحلي والخليجي والعربي والفضة الأسيوي ويحقق ما عجز عنه الآخرون …
لقاءات اليريور والدانة مختلفة عن كل اللقاءات حتى في أسوأ حالات ونتائج أحد الفريقين ؛ فهي لا تعتمد على الفوارق الفنية وموازين القوة والضعف ولا الإكتمال والنقص ولا حتى مركزيهما في سلـﱠـم الدوري فالمنافسة بينهما دائمة والفوز والخسارة بينهما لها حسابات أخرى غير تحقيق اللقب ، حيث يبحث كل منهما عن أحقية التفوﱠق للحفاظ على الاسم والسمعة والتاريخ كحال أي دربي في العالم ….
فمن يتفوﱠق على الآخر في هذا الديربي المثير لكرة اليد السعودي والذي تنتظره الجماهير بلهفة لتقارب المستوى الفني والنقطي بينهما ونتيجته تُحدد بنسبة كبيرة من سينافس ومن سيغادر مضمار السباق والمنافسة ….
فهل يبتلع اليريور الدانة أم تقف الدانة غصة في بلعوم اليريور ?
وأين ستتجه بوصلة هذا التنافس مساء هذا اليوم لسيهات أم لسنابس ?