في نهائي كأس الأمير سلطان بن فهد لكرة اليد والتي جمع طرفاها فريقي مضر القديحي ( الأملح ) البطل الأسيوي والنور السنابسي ( اليريور ) الوصيف الأسيوي والبطل العربي في مباراة جماهيرية وإعلامية غطت كل جنبات صالة الدمام الرياضية وأشعلت المدرجات بالشيلات والأهازيج الطربية المحببة وأضفت الجماهير رونقًا جماليًا على شكل ومنظر الصالة التي كستها بالألوان الزاهية والتشكيلات الخلابة مما جعل هذه المباراة تبوح بكل أسرارها وقـدﱠم فيها الفريقان أجمل العروض الفنية والجمل التكتيكية وأساليب وخطط اللعب المتنوعة والمختلفة ..
في هذا اللقاء الملتهب حتى من قبل بدايته إعلاميًا ومناوشات جماهيرية بين الجمهورين والإعلانات الدعائية والتسجيلات التشجيعية والمقالات والقصائد والشيلات والتيفوهات التحفيزية من كلا الطرفين جعل الفريقان يكونان في الموعد وتقديمهما مباراة تليق باسميهما وبطولاتهما السابقة ويقدمان مباراة في مجملها غاية في الروعة من جهة التحـلـﱠـي بالروح الرياضية والتمسك بالأخلاق العالية ساعدهما في ذلك إدارة وحنكة وصوابية قرارات الحكم الأجنبي …
فريق النور تسيـﱠد المباراة من بعد الدقائق الثلاث الأولى وسيـﱠـرها حسب ما يُحبﱠ ويشتهي وفـرض أسلوب لعبه حتى صافرة النهاية من حكمي المباراة السلوفينين بفوز صريح للنور وبجدارة واستخقاق وبفارق ستة أهـداف مريحـة رغم مقاومة فريق مضر ومحاولاته اليائسة لتقليص الفارق والعودة مجددًا لجو المنافسة ، إلا أن فارق الإمكانيات المهارية الفردية والإستعداد البدني كان واضحًا للجميع بتفوق السنابسي …
قبل النهائي المرتقب كانت كل المؤشرات وأغلب الترشيحات تصب في صالح النور لما قدﱠم في هذا الموسم من مستويات راقية ومباريات جميلة وفي خلال العشرة الأيام السابقة فقط الكل لاحظ تفوﱠقـه على الخليج في ديربي الشرقية وهزم الأهلي في عقر داره وبين جماهيره وأخرجه من الكأس بهزيمة قاسية بعكس فريق مضر بخلاف مباراته السابقة القوية ضد الخليج إلا أن لعبه في منافسات الدرجة الأولى بسبب قضيته المعروفة السابقة أدى إلى هبوط في مستواه الفني والبدني عما كان يشتهر به سابقًا بسبب ضعف فرق المنافسة في الدرجة الأولى والتي لا تمكنه أيضًا من انتداب لاعب أجنبي مؤثر دائمًا في نتائج الفريق عنها في منافسات الدرجة الممتازة ؛ فالمنطق في هذا النهائي فرض نفسه وفـاز الـنور الأفـضل والأحق والأميـز باللقـاء …
بصراحة يعتبر هذا اللقاء النهائي من أجمل وأنظف ما شاهدت في نهائيات كرة اليد السعودية من حيث التنظيم الرائع والإستقبال الراقي من قبل رجالات الإتحاد السعودي لكرة اليد ممثلة بالرئيس سعادة الأستاذ تركي الخليوي وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء اللجان المختلفة والأجمل سلوك جميع اللاعبين والإداريين والمدربين والجماهير الحاضرة والتزام الجميع بالروح الرياضية وندرة الإحتجاجات المعتادة على التحكيم ولم نسمع أي هتافات بذيئة من الجماهير تسيء لأحد لاعبي الفريقين ولم يتجاوز أحد الخطوط الحمراء …
ألف مبروك للنور لاعبين وإدارة ومحبين وجماهير وحـظ أوفـر للمضراويين في الإستحقاقات القادمة …