الرياضة في المجمل كما قيل لنا وتعلمناها في المدارس وتداولناها في أحاديثنا وقرأناها في الكتب وسمعناها من ألسنة الرواة في الحـكم والـموروث ” العقل السليم في الجسم السليم ” فالرياضة أولاً وأخيرًا هي لتقوية العضلات وتناسق الأبدان وتنشيط العقول وبث النشاط ومنح الحيوية واستدامة حركة الدورة الدموية بصحة طبيعية للإنسان عند ممارستـه أي نوع من أنواع الرياضات التي تناسب قدراته وتناسب عمره وصحته وإمكانياته البدنية .
فالرياضي قبل ممارسته لأي لعبة أو نشاط يحتاج للراحة والنوم الكافي والتغذية الجيدة ومن ثـَمﱠ الإحماء أو كما هو متعارف عليه بـ ( التسخين ) لتهيئة العضلات تدريجيًا حتى لا تتسب في حدوث اجهاد وتمزق أو التواء غير محبب .
هذا من المفترض أن يبدأ به ويكون عليه أي رياضي ؛ ولكـن المؤسف والمحزن في ٱن ، ما يحـدث في ملاعبنا مختلف كليًا عن المفترض الذي نرجوه ونأمله من شبابنا ؛ فبين كل فترة وأخرى تصعقنا الأخبار وتزعجنا الأنباء بوفاة شاب في مقتبل العمر ونفقده بلمح البصر أثناء مزاولته الكرة مع الأصدقاء والأصحاب وبدون مقدمات وبدون حتى اسعافات أولية تنقذ هذه الأرواح من هذا الموت الفجائي بسبب عدم المبالاة بأخذ الإحتياطات اللازمة وعدم الإكتراث بالتقيد بسبل السلامة قبل وأثناء مزاولة اللاعبين لأي نشاط رياضي .
هل عرفنا السبب أو الأسباب التي أدت إلى هذه الوفـايـات المتكـررة وهذا الفقد لأعزﱠاء وأخوة وأحباب ؟ وإذا عرفنا الأسباب !!! هل قمنا بدراستها ووضع الحلول لها بالتوعية لجيل الشباب والمزاولين للكرة ؟
قرأت ( برودكاست ) مؤخرًا بعد أكثر من ثلاث حالات وفاة لشبان في أقـل من شهر يُعلل فيه أسباب هذه الفاجعة ويبرز أسباب حالات الوفاة التي تحدث في ملاعبنا لعدم التهيئة الجيدة وأخذ قسط من الراحة والنوم غير الكافي والتهام الحلويات وأنواع الشيكولاته وتناول مشروبات الطاقة والقوة التي تُسبب كلها سرعة في دقات القلب وزيادة في ضغط الدماغ وسرعة في تدفق الـدم مما يؤدي إلى اجهاد وعدم تحمـﱠـل عضلة القلب فتقف بالتالي عن العمل ويحدث بعد ذلك الذبحة أو السكتة القلبية والموت المحتوم ..
الأدهى في الأمر بأننا أبدًا لا نتعلم من تجاربنا السابقة ولا من حالات الوفايات التي عايشناها وشاهدناها أو سمعنا بها ، ولا نفكر في أسباب الحالات الكثيرة التي صادفناها ولا حتى نعير أي اهتمام لتعلم الإسعافات الأولية الضرورية التي هي سهلة جدًا وفي متناول اليد لأي شخص يرغب تعلمها لإنقاذ المحتاجين وأرواح الآخرين ، فكم من رسالة عن طريق الواتس وصلت وكم من فيديو يشرح هذه الحالات مرﱠت بنا مرور الكرام ولم نعطها أي عناية وأي اهتمام ؟
نعم نؤمن بالقضاء والقدر وأن أجل الإنسان محسوب ومحسوم ومقدﱠر عند الخالق في كتاب معلوم كما قال أعزﱠ من قائل ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) ونتبع كلام الله ولا نجادل فيه ؛ ولكن لا بد من الأخذ بالأسباب والابتعاد عن الأسباب التي توصل للتهلكة وتفقدنا شبابًا في مقتبل العمر …
” أرواحكم يا شبابنا وأحبتنا وفلذات أكبادنـا عزيزة وغالية على أهاليكم وأحبتكم وأصدقاءكم ؛ فلا ترموا بها إلى التهلكة “.