يفخر أبناء تاروت كثيراً بالإنجازات التي يحققها ناديهم الهدى في أكثر من لعبة وعلى أكثر من صعيد، رغم الإمكانات المعدومة في النادي ماديًّا وبشريًّا. ويضاف إليه غياب المنشأة المناسبة التي يمارسون فيها نشاطهم. ورغم عدم وجود هذه الإمكانات، إلا أن النادي ضل نجمه تسطع على مستوى المملكة، وليس آخرها حلول النادي في المركز الثاني على مستوى المملكة في عدد من بطولات الموسم الرياضي المنصرم برصيد 34 بطولة، خلف نادي الهلال ومتقدمًا على أندية كبيرة وصاحبة إمكانات لا تحصى..!
ولا شك أن هذا التفوق الموسمي للوردي، رغم قلة الإمكانات، هو بحد ذاته إنجاز مهم وملفت يحسب للاعبي النادي ومدربيه، الذين تحملوا الكثير في سبيل تميز النادي وإحرازه للمركز الثاني على مستوى المملكة في الموسم المنصرم، ووجوده في المراكز الأولى دائمًا في السنوات الماضية. إن تميز هذه الألعاب وإن كان يرجع للاعبي النادي ومدربيه، إلا أن زرع البيئة الصالحة، والدعم والمتابعة الإدارية من رئيس النادي الأستاذ أمين أبو سرير كان له الفضل في هذه الإنجازات.
واليوم عندما يقدم الأستاذ أبو سرير استقالته من رئاسة النادي بعد 6 سنوات من الرئاسة وقبلها كعضو في مجلس إدارة النادي، فإنه من الواجب علينا وعلى جميع المهتمين بالنادي تثمين تلك العطاءات للأستاذ أبو سرير والاعتراف له بما قدم للنادي والذي يعرفه اللاعبون في النادي والقريبون قبل غيرهم.
إن اهم إنجاز للأستاذ أمين أبو سرير اثناء رئاسته لم يكن في تحقيق نادي الهدى للبطولات والمنافسة عليها، وإنما الإنجاز الأهم، في نظر الكثير من متابعي مسيرة النادي، هو إعادة البيئة والحياة للنادي بعد سنوات من هجران الجماهير والناشئة له، حتى كاد يصبح أثرًا بعد عين، بسبب الإهمال وعدم تصدي أبناء تاروت للنادي، حتى كاد أن يغلق النادي لولا تدارك المهندس شاكر نوح للنادي ورئاسته له في الفترة التي سبقت تولي الأستاذ أبو سرير للنادي.
إن عودة النادي كبيئة رياضية صحية، هو أهم إنجاز حققه أبو سرير للنادي، وهذا ما نراه اليوم من خلال وجود قاعدة قوية للنادي في كل الألعاب تقريبًا من الناشئين والشباب. بالإضافة لإعطاء أبناء النادي من اللاعبين السابقين الفرصة التدريبية في قيادة الألعاب ونجاحهم فيها، كالمبارزة والتايكوندو ورفع الأثقال وكرة القدم التي أنجز لها ملعب زراعي مؤخّرًا، بعد أن كان حلمًا فيما مضى يصعب تحقيقه.
ولا شك ان استقالة ابو محمد وان كانت مؤلمة بعد هذه الإنجازات، الا انها يجب ان تكون ثقافة يحتذى بها في العمل الاجتماعي بترك العمل عندما لا يكون هناك انسجام داخل منظومة العمل التطوعي الاجتماعي. ان جزء من مشاكل العمل الاجتماعي هو احتكار فئة او جماعة للمناصب لسنوات، حتى يضن أصحابها انها ملكا خاصا لهم. ان وجود الاستاذ ابو سرير في رئاسة النادي للدورة الثانية هو ناشئ من عدم وجود متصدي للنادي في حينه. وبجهوده ومن معه من الإداريين اصبح النادي اليوم بيئة عمل جاذبة عكس السنوات الماضية، وهذا إنجاز اخر يحسب له.
المطلوب اليوم من أبناء تاروت هو المبادرة في تكريم هذه الشخصية الوفية للنادي، وقبل ذلك حفظ الحقوق المعنوية للأستاذ ابو سرير، والاعتراف له بالفضل فيما وصل اليه النادي من تميز، ومن عودة أبناء تاروت لناديهم بعد سنوات من الهجران. كما ان المطلوب من الرئيس والإدارة الجديدة تجاوز عقلية ”الثأر“ على طريقة «ان اي عمل للإدارة السابقة يجب ان نمحيه ونستبدله حتى لا يحسب كانجاز لها»، بل المطلوب هو مراكمة عمل الادارة السابقة والسعي نحو تضافر الجهود للرقي بالنادي على كافة المستويات.