احتفلت محافظة القطيف قبل أيام قليلة بإنجازات أبنائها الرياضية على المستوى الوطني والعربي والدولي، بصورة تشير إلى أن هناك كفاءات متميزة في هذا المجال ينبغي الالتفات إليها ودعمها كي تحقق مكاسب رياضية للوطن بشكل عام.
صاحب هذه المبادرة هو شاب من أبناء العوامية محمد آل الشيخ أحمد رئيس اللجنة المنظمة لشبكة القطيف الرياضية، حيث أسس قبل عدة سنوات شبكة القطيف الرياضية التي ترصد وتوثق الإنجازات الرياضية لأبناء القطيف، وتقيم حفلاً سنوياً للتعريف بهؤلاء المنجزين وتكريمهم. يوجد في محافظة القطيف 13 نادياً رياضياً، تضم الآلاف من الشباب الرياضيين المنضوين في عضويتها، أي أن كل مدينة وقرية في القطيف يوجد فيها ناد رياضي فاعل، وحققت معظم هذه الأندية بطولات وطنية وعربية ودولية عديدة.
ولذكر بعض نماذج الإنجازات على الصعيد العربي فقط، ففريق رفع الأثقال بنادي الخويلدية حصل على بطولة الأندية العربية، والفريق الأول لكرة اليد بنادي النور نال لقب «وصيف البطولة الخليجية 34»، إضافة إلى العشرات من الإنجازات في الألعاب الفردية كالجمباز وسباق الدراجات والتايكوندو والتنس الأرضي والطاولة والسباحة ورفع الأثقال وغيرها. وحسب إحصاءات شبكة القطيف الرياضية فإن مجموع الإنجازات الرياضية هذا العام بلغت 100 إنجاز.
سعادة محافظ القطيف الأستاذ خالد الصفيان تحدث في الحفل عن هذه الإنجازات بقوله «إن القطيف تثبت يوماً بعد آخر أنها كانت وما زالت منبعاً صافياً ونقياً، يساهم بكل قوة وإصرار في استمرار دوران عجلة الرقي والتطور لوطننا الغالي، وأن هذه – الإنجازات القيمة – رفعت راية الوطن خفاقة».
الأندية الرياضية في محافظة القطيف تقدم هذه الإنجازات المتواصلة، على الرغم من ضآلة وضعف إمكانياتها ومنشآتها الرياضية، فـ 3 منها فقط تمتلك منشآت رياضية مهيأة، وبقية الأندية تمارس أنشطتها وتدريباتها في مبان مستأجرة وملاعب مؤقتة وغير مؤهلة، حالها حال عديد من المحافظات في مختلف المناطق الأخرى.
كما أن ميزانيات معظمها متدنية للغاية، وبعضها مرهق بديون مالية تعمل مجالس الإدارة على معالجتها من خلال دعم ورعاية بعض رجال الأعمال المحليين.
على الرغم من كل هذه التحديات والمصاعب الحقيقية، إلا أن الواحد منا يفخر بإنجازات هؤلاء الشباب الرياضيين من أبناء القطيف بسبب حماسهم ومواصلتهم واستمرارهم، مع وجود إغراءات لجذبهم واستقطابهم لأندية مرموقة.
إن هذه الإنجازات الرياضية المبهرة تحملنا جميعاً مسؤولية دعم ومساندة وتشجيع المؤسسات الرياضية لكونها تشكل حاضنة متميزة وفاعلة للشباب وتساهم في حمايتهم من الانحراف أو الفعل السلبي في المجتمع.
لا بد إذن من القيام بدراسات علمية واضحة حول وضع هذه الأندية، وآمل أن تقوم شبكة القطيف الرياضية بهذا العمل لتحديد وضع هذه الأندية وحاجاتها، وسبل دعمها من الجهات الرسمية والأهلية، وكذلك القيام بنشر تجارب هذه المؤسسات الرياضية على المستوى الوطني كي يتم الاستفادة منها من قبل بقية الأندية.
آمل أن نرى في السنوات القادمة إنجازات وطنية وعربية ودولية أكبر، ليس فقط لأندية القطيف بل لمختلف أنديتنا الرياضية في المملكة، عبر تعزيز دعمها، وتحسين ميزانياتها، وتوسيع دورها الاجتماعي والثقافي، واحتوائها للطاقات الشابة.