بقلم / عبدالسلام الدخيل – فرسان الرياضة
بمناسبة زواج النورين عليهما السلام تفضلت الأستاذة نعيمة آل حسين أم أحمد آل سيف حفظها الله بإهداء كتابها ( للخطوبة أسرارها ) لزوجتي أم أحمد الدخيل فخطفت الكتاب واستخلصت منه بعد قراءته هذا الموضوع المتواضع عرفاناً لجهد مؤلفته جزاها الله خير.
ورد عن النبي ص ( ما من شيءٍ أحب إلى الله عز وجل من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح ، وما من شيءٍ أبغض الى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة والطلاق ) .
تعتبر مرحلة الخطوبة مرحلة هامة في حياة كل شاب وفتاة ، إذ يتم على ضوئها تحديد الإستمرار في مشروع الزواج او العدول عنه .
وقد بذلت الأخت أم أحمد حفظها الله جهدها بتناول المرحلة التأسيسية للحياة الزوجية ، وهي مرحلة الخطوبة والمقصود منها هي المدة الفاصلة بين إتمام عقد الزواج الشرعي وبين الدخول وتحقق الحياة الزوجية ، فتناولت ذلك بلغة واضحة وأسلوب جميل وعززت طرحها بقصص واقعية ليكون أكثر حيوية ، لتقويم اعوجاج وتصحيح انحرافات الطرفين متخذة بذلك وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليتجسد في الحياة الزوجية إنقاد الشباب والشابات من سوء العاقبة ولاسعادهما في الدنيا والآخرة .
وكان هدفها الأساسي لأهمية هذه المرحلة هو دراسة الطرفين إلى بعضهما البعض بدقة ، لذا فإنّ أساس العلاقة في هذه المرحلة البساطة والصراحة لإنجاحها وتحقيق الهدف المنشود منها .
ومن أجل إسعاد شريك الحياة ينبغي المصارحة بالصفات الطيبة والتغاضي عن العيوب والإتفاق على إصلاحها.
ومما يولد الحسرة والألم بعد الزواج اكتشاف أحد الطرفين أنّ شريكه قد خدعه خلال فترة الخطوبه سواءً كان من النواحي المادية أو المعنوية وأن هذا الشعور كفيل بتدمير السعادة الزوجية .
الحياة تحتاج إلى قدر من القناعة وضبط النفس أمام الكثير من الرغبات التي لا يمكن تحقيقها ، خاصة إذا كانت الإمكانيات محدودة لأنّ الطموحات التي تخرج عن حدها تكون سبباً في تصدع العلاقة ، وهنا على الإنسان أن يكون واقعياً في طموحاته صبوراً في تحقيق مايصبوا إليه وهذا يتطلب منه السعي الحثيث والمتواصل دون كلل أو ملل .
وقد تكون هناك طموحات عند المرأة كأن يجسد لها زوجها دور العاشق دائماً ، وكذلك الرجل يطلب الدلال من زوجته على الدوام وتلعب دور الأم وهذه الطموحات حالة طفولية بعيدة عن التفكير الناضج ، علماً أنه لا مانع من التعامل مع بعضهما بقدر من الأبوة والأمومة شرط أن لا تتجاوز الحدود المعقولة .
كما أنّ التسامح والصبر ناتج عن خُلق عظيم وتحمل المشكلات بِنفسٍّ طويل لأنّ الحياة بها الكثير من المصاعب والمشاكل ، وأنّ التصور بأنّ الحياة خالية من الآلام هو تصور يجافي الواقع ، وقد يغفلون أنّ تكامل الإنسان وتقدمه متلازم مع مقاومته وتحمله للمتاعب واجتيازه بنجاح ، مما يجعل روحه أقوى ونفسُهُ أطول لمقاومة أمواج وعواصف الحياة .
شكراً للأخت نعيمة وإلى مزيد من الإنتاج والعطاء في خدمة الدين والمجتمع آملين أن يشق هذا الكتاب ( للخطوبة أسرارها ) طريقه للإنتشار والتداول في أوساط المجتمع وأن يستفيدوا من الأفكار والتجارب والقصص الواقعية والتوصيات التي تضمنها .