بقلم / صالح مكي المرهون – فرسان الرياضة
الرياضة مبادئ وقيم أخلاقية وثقافية يجب أن يتحلى بها الرياضي أو اللاعب في مختلف الأنشطة الرياضية،ولا حياد عن هذا المبدأ مهما أوتي اللاعب من كفاءة وجدارة وتميز في اللعبة، ومهما أحرز الألقاب والميداليات والجوائز فاللاعب يجب أن يكون رياضياً بدناً وخلقاً وثقافة قبل كل شيئ، لأن الرياضة فن وأخلاق،وهي شعار يتباهى به جميع الرياضيين في مختلف الأنشطة الرياضية،فالفن والقدرة على المهارات نجدهما في الأداء الرياضي أثناء ممارسة اللاعبين للألعاب الرياضية المختلفة،وكذلك الأخلاق يجب أن تكون مرادفة للاعبين أثناء أدائهم الرياضة،وهذه الأخلاق يجب أن يتحلى بها جميع اللاعبين وكذلك الإداريين والمسؤولين في الأندية،وكذلك الجماهير الرياضية وتكون مرافقة لهم طوال عملهم في المجال الرياضي، ومن أهم الأمور الرياضية التي تدل على الرياضي الخلوق:احترام الرياضيين الآخرين وإحساسهم بأهميتهم،وكذلك احترام القوانين والالتزام بالأنظمة وتنفيدها بحرفيتها على أرض الواقع وتحمل مسؤولية مخالفتها واستيعاب الضغط الجماهيري وعدم رد الإساءة بمثلها والابتعاد عن إيذاء الآخرين سواء بالقول أو الفعل،الرياضة منهج للقيم والمبادئ والأخلاق الرفيعة،إن الأخلاق الرياضية هي أخلاق سامية تعلمنا التنافس الحر الشريف بدون أن يتحول المنافس إلى عدو نضمر له الحقد والكراهية والحسد كما هو حال أهل السياسة،ومن صميم الرؤية التي تسعى لبناء الإنسان القادر على المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة عبر ترسيخ قيم الثقافة الرياضية في المجتمع وتحويلها إلى سلوك لجميع أفراده لتحقيق المعاني السامية رياضياً وصحياً واجتماعياً،لقد دعا الإسلام إلى ممارسة الأنشطة الرياضة المفيدة،وهي مجموعة من الأعمال يقوم بها الإنسان فصورة فردية أو جماعية لغرض تقوية وتنمية الجسم وتدريبه وإشغال الوقت وتهذيب النفس والسلوك،وعدم إيقاع الأذى المقصود بالناس، وقد وصى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على الأهتمام بما يقوي الجسم ويحفظه صحياً سليماً،ومن ذلك التربية الرياضية التي تسهم في بناء الجسد بناءً سليماً.
لسوء الحظ في الكثير من الأحيان نجد البعض من اللاعبين والإداريين والمسؤولين عن الفرق الرياضية يقومون بحركات غريبة ومنافية للأخلاق والثقافة الرياضية،وكذلك أيضاً والجماهير يخرجون عن طورهم، ويتصرفون تصرفات تعكر صفو بعض المباريات بحيث يدخلون الملعب وهم مشحونون ومتوترون، ثم يقومون بالعب العنيف والخشونة والصراخ والألفاظ البديئية والتطاول على الآخرين،والاشتباك معهم،وينتهي الامر بتعرضهم لإصابات بليغة، وكذلك تخريب مدرجات الملعب،
وتكسير السيارات في المواقف المجاورة
للملعب، وكل هذه الاعمال تدل على عدم الالتزام بالقوانين والاخلاق الرياضية التي هي سمة يجب أن يلتزم بها الرياضيون،حتى لا تكون وصمة عار في جبين كل من يقوم بتلك الأفعال المستهجنة،أيها اللاعبون أعلموا أنكم في الملاعب تلعبون مع اخوانكم وزملائكم لذلك يجب أن يتحلى كل لاعب بالأخلاق والمعاني السامية والحرص على اللعب بروح وأخلاق رياضية،فالروح الرياضية فن وتكتيك قبل أن تكون مصارعة وعراك وخشونة وتلفظاً بألفاظ بذييية قد تطول وتتعدى اللاعب إلى أسرته، فمن المحزن أن يخرج مثل هذه التصرفات من بعض اللاعبين ونحن مجتمع مسلم ومثقف بثقافة الإسلام يحث على التعامل الأخلاقي الحسن مع الآخرين، وهو من صميم الدين،وهذه التصرفات تنعكس على السلوك العام فرداً وجماعة،ويجب وقفها فوراً وتطبيق اللوائح والعقوبات بحق كل المتجاوزين من لاعبين وإداريين ومسؤولين وجماهير،وإلا عمت وأنتشرت الفوضى فيما بينهم كالوباء،على جميع الرياضيين التحلي بالأخلاق والالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات الرياضية،
والله ولي التوفيق