بقلم / صالح المرهون – فرسان الرياضة
إن التسامح هو تلك الموجات الناعمة من الراحة التي تسري في نفوسنا ما إن تبدأ بمسامحة الآخرين،إنه التحرر من الإحساس بالجرح والألم،وهو الذي يجعل نفوسنا مرآة مصقولة لاستقبال أنوار السماء، إن التسامح هو التحرر من هواجيس النفس الباعثة بالرسائل السلبية التي تهمس لنا بأننا ضعفاء وضحايا لظلم الآخرين في عالم لا إنصاف فيه، فالتسامح هو استجماع للقوة الداخلية، عندما نتسامح مع الآخرين فإننا نكون بذلك قد اخترنا لأنفسنا أولاً الحب بدلاً من الخوف،
وحلاوة الصفح بدلاً من مرارة الحقد والكراهية، وهو العلاج الأكيد لصحتنا النفسية والجسدية، وعندما لا نصفح فإننا بذلك نتجمد في الحقد والكراهية،إن القرار بعدم التسامح هو قرار باستمرار المعاناة، والتسامح بمثابة ممحاة التي فرضناها على أنفسنا،وسبيلنا لا ستعادة الصحةوالسعادة،إن مواجهة التجريح بالتجريح يضعف من قدرتك وثقتك بنفسك في مقاومة الصعاب،فإذا وجدت نفسك غير قادر على التسامح فاختر أن تواجه أخاك وتعبر له عن مشاعرك المجروحة بهدوء وبلا قسوة،واطلب منه أن يستمع إليك ويتفهم ماتعانيه من مرارة نتيجة فعله وتصرفه معاك،وقد يفدو لك صديقاً محباً أن شاء الله،أما قبول الاعتذار: لقد حث الإسلام على قبول الاعتذار من المسيئ أو المخطئ قد يجد نفسه ساذجاً عند تطبيقها،إذ كيف أقبل عذر المسيئ،وهو مخطئ وكاذب أومبطل،وقد يرى أن هذا طعن في رجولته أو شخصيته فلايقبل العذر،وكن هذه الرؤية غير صحيحة بالمقياس الإسلامي والأخلاقي،فهذا الانطباع إن حصل فهو ناتج عن البعد الإسلامي والأخلاقي،ودلالة التكيف للأسف مع الأفكار السائدة في المجتمع حول الشخصية والبعد عن التسامح وقبول الاعنذار،والتراضي والتسامح وقبول الاعتذار أساساً يعود إلى الشخص المتسامح نفسه إذ يخلصه من صراعات عقلية ونفسية وسيؤدي إلى انطلاق روحه ونفسه وانسيابيتها، وسيبعده عن الحقد والكراهية المرض الأكبر التي تشغله عن الأهم في هذه الحياة،باختصار: التراضي والتسامح وقبول الاعتذار هو طريق للسلام الداخلي وراحة البال الذي ينشده الكل سواء .