بقلم / خالد السقا – فرسان الرياضة
كثيرون يرحلون عن دنيانا ويتركون بصمة وأثرا لا تمحوه الأيام، ولا تنساه العقول والقلوب، فهم الصالحون بمآثرهم والخالدون بجليل أعمالهم، والأخيار الذين أجمع على خيرهم وكرمهم ومروءتهم وشهامتهم كل من عاشرهم وأنِس بقربهم، وأمثال هؤلاء يبقون في الوجدان مثل رايات ترفرف بقيمة الإنسان وحسن أخلاقه وجميل صفاته وأعماله.
رحم الله تعالى الشيخ محمد بن سلمان آل حنبوط الذي يستدعي كل البهاء الإنساني والحضور النبيل، فقد رحل ولا تزال الأنفس رغم صبرها واحتسابها تفتقد طلّته، وتذكره بكل الجلال الذي يليق بشخصه الكريم الذي قدم أحد أروع الصور الشخصية لرجل اجتمعت فيه كل تلك الفضائل والسمات الرفيعة العصية على النسيان.
ترك الشيخ الراحل آل حنبوط بصمته في المنطقة الجنوبية وغيرها من خلال مواقفه المشرفة في كل محفل أو مناسبة، حيث كان عبقريا في تواصله وتأثيره ورأيه السديد، وحكمته العميقة، فقد كان حين يتحدث ينصت الجميع لتدفق ينبوع الحكمة والرزانة، وذلك ما جعله يصلح كل معطوب في علاقات الناس ويحل كل مشكلة مهما عظمت، وفي ذلك برزت مواقفه التي أصبحت نموذجا ومثلا في مواجهة المشكلات والتحديات.
عاش الشيخ الراحل حياته راضيا ومتواضعا وبسيطا، وكان علما تأتم الهداة به، ومثله لا يغادر دار الفناء إلا جسدا لتبقى مآثره علامات ضياء، وحسن سيرته طريقا ممهدا لمكارم الأخلاق تقتبس منها الأجيال ما يعينها للمضي في طريق الرجال الأكارم الذين يمنحون حياتنا كل هذا الخير الذي يتدفق بكل المعاني الجميلة والمقاصد الشريفة.
ظل الشيخ آل حنبوط طوال حياته مثالا وقدوة إلى أن نعاه الناعي وهو سليل العطاء والجود والكرم والمروءة، ومثله يرحل جسدا ويبقى ذكرى وأثرا عميقا في النفس البشرية التي يضيف إليها هذا النموذج الفاضل الكثير الذي يجعلها ترتقي وتكون أكثر جمالا وإشراقا وبهاء وهي تتدفق بمعاني الخير والنبل والشرف والروح الإنسانية التي تعطي بلا منّ أو أذى، وتجعل حياتنا أكثر ألفة وتقارب وتراحم ومودة.
ونحن نقبل قضاء الله سبحانه وتعالى نسأله أن يرحمه الشيخ آل حنبوط بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يتقبله القبول الحسن، وأن يكرم نزله في أعلى الجنان، فقد أعطى ووفّى وكفى وبذل حياته من أجل الآخرين، وترك أجمل السيرة العطرة بذكره الطيب، وأعماله ذات الأثر العميق الذي يجعلنا نمضي على ذات الطريق والمنهج، ألا رحم الله فقيدنا برحمته الواسعة، فنحن لا نملك له سوى الدعاء، وما هذه الكلمات إلا لمسة وفاء وعرفان وتقدير لرجل قامة وشخصية عظيمة لا تُنسى.